افتتاحية العدد 132 من مجلة الفصول الأربعة (يناير- شتاء 2022)

ترمومتر
منذ الرواية النسائية الليبية الأولى، رواية (شيء من الدفء)، للكاتبة والروائية “مرضية النعاس”، والروائيات الليبيات يثبتن ارتباطهن بمجتمعهن، والأقرب إلى رصده، والمقياس لتطوره اجتماعياً.
فتاريخ صدور أول رواية لروائية ليبية، ليس مجرد تاريخ وسبق، بقدر ما هو نتيجة لسنوات من التعليم والتنمية، وخوض المرأة الليبية لتجربة التعليم والخروج للعمل، والكتابة الصحفية والإبداعية، التي تنفست من خلالها المرأة، وناضلت من أجل قضيتها العادلة للاعتراف بها كعضو فاعل في المجتمع، ضد ثقافة الإقصاء والوأد التي يتبناها المجتمع لكل ما هو أنثوي.
هي مغامرة، كون الرواية أدب الكشف، والرصد، وعندما تكون الرواية لسان الكاتبة، فإنها تتحول إلى مرآة تعكس من خلالها واقعها وتكشفه، وتضع المجتمع أمام الحقيقة التي يخشى مواجهتها، وأزعم أن الرحلة من أول رواية نسائية ليبية، وحتى (علاقة حرجة)1، وهي آخر ما صدر من الروايات الليبية؛ لروائية ليبية تاريخ كتابة هذه القراءة، هي رحلة غنية بالكثير من المتغيرات التي يمكننا أن تشغل طاولة البحث لوقت طويل، على أكثر من مستوى، فكري، وإبداعي، واجتماعي، وسياسي، وحتى اقتصادي. فهي أقرب إلى الترمومتر الذي يمكن به قياس درجة حرارة تفاعل المجتمع ونهضته.
“الرواية النسائية الليبية رواية التفاصيل والكشف” متابعة القراءة