دق يدق دقاً

 دق

صديقي الذي ظل لأكثر من ثلاث سنوات رفيقي لحظاتي، ولم يفارقني إلا قليلاً، يعود.

نعم يبدو إنه عاد، وإنه يرسل إشارات وصوله. الذي لم تتوقف من ثلاث أيام.

عندما بدأت علاقتنا في أواخر 1999، لم أعره أي اهتمام، كنت لا ألقي له بالاً، كنت مشغولاً أقتل وقتي في العمل، والتنقل، والحركة بشكل دائم، لذا كنت أنساه في التعب، وكنت أتعجب من إصراره على ملازمتي.

“دق يدق دقاً” متابعة القراءة

دق يدق دقاً

عندما غادر الملك*

 

رامز النويصري .. الشاعر مراد الجليدي .. القاص خالد شلابي (مهرجان زلطن)
رامز النويصري .. الشاعر مراد الجليدي .. القاص خالد شلابي (مهرجان زلطن)

1

من منطقة بعيدة في الحلم يكتب، لا يعبر عوالمنا المادية إلا ليتزود لمسيرة حلم جديدة. في كل قصة نكتشف إنه يستمتع بالقهقهة عالياً، كيف نقف عند بابه ونكتفي بالمراقبة خوف الدخول.

عواله خاصة، وكتابته للقصة مختلفة، يحدد شخوصه بعناية تامة، ولا يسرف في إحضارهم، يكتفي بالممثلين الرئيسيين فقط، أما الكومبارس فلا حاجة للمشهد بهم، سيكون أفضل بدونهم، أو ادخارهم لمشهد يتطلب بعض الصخب.

عرفتهُ قبل أن ألتقيه، كانت أذني قد التقطت اسمه عبر الراديو، من خلال برنامج (ما يكتبه المستمعون) الذي كان يعده، القاص “سالم العبار”، والذي يهتم بالأدباء والكتاب الجدد، كنت وقتها أتلمس خطواتي الأولى في عالم الأدب، وكان اسمه يتكرر كثيراً، حتى جاءتني منه رسالة، وكان أول اتصال.

“عندما غادر الملك*” متابعة القراءة

عندما غادر الملك*

صياغة قديمة لعاشق

تبدأ القصة، منذ البداية الأولى للصبي يراقب كيف تكبر الصبايا دون مهل، وتغادر مربع الحكايات وتختفي بعيداً عن عيوننا، لنظل نحن الجماعة المشاغبة، نتآنس بهن في ليالي الصيف، على حافات الأفراح الصاخبة، نختارهن لنا، ونعد الغائبين باللواتي بقين دون أنيس

كان الوقت أكثر رحابة للحلم، والوقت الآن أكثر رحابة للحلم المشابه

بعد قليل تكبر هذه الجماعة، تكبر موازياتنا خلف الجدران، تعرفهن المدرسة بذات المريول

نعرفهن بذات الصورة، بذات الجدائل، بذات الضحكات، والأشياء التي بدأت تظهر فينا

عندما أمر بأماكننا ألعن كل الحجارة التي تشكلت منازل، وألعن البشر كيف يغتالون أشهى الأحلام على موائد الحاجة.. أماكننا التي اكتشفنا فيها ذواتنا تحولت عنا، وغادرتنا، حتى مدرستي لم تعد تعرفني كل ما فيها سار نحو غيرنا.. ولم يعد صوتي يوافقني

صار يخرج كثيراً ويلف دون أن أحكمه.. أضبطه كثيراً يغني، كانت الحكايات التي يصنعها تحتشد بالصور والمفردات، كنت أسمي كلماتي أغاني وأنطلق.. كانت المسافات الممنوحة لي توصلني بالمدينة، مركز البلاد، أكتشف أن العالم غير الذي زرته قبلاً، وأن الشوارع تحمل ما يخالف محفوظاتي، غصت أكثر، مدرستي الآن تطل على مقبرة وتتسند على هضبة ومنزل قديم، وصخب هو ما كنا نصنعه في كل ضحى، وعقب كل مغادرة..

“صياغة قديمة لعاشق” متابعة القراءة

صياغة قديمة لعاشق

فاصلة..

كأن الوقتَ غيرَ الذي أريـد، غير أنْ أفتحَ النافذة باتجاه الداخل، لتفحَّ الريح وجوه المارة المربعة، كـغرفتي الممدودة هذه، النحيلة التي سكـنت في المنتصف، تخاطبُ بفخذها الضامر بقيَّةَ الفلسفة: لتنتشي “فونـتين” بقدحِ الثلج، على صدرها!!.. وكأن النوافير التي كانت لا ضحكت مرَّة واحدة، مخافة الصمت وازدحامِ الغبارِ في شعبَتها، فلا تعود تخرجُ من جديد، نسميها نافورة ونسمي طقْسها متعة، وشكلها ابتهاج..

  “فاصلة..” متابعة القراءة

فاصلة..

على حَافة شَفةْ..

كُنتُ/ ذات مرةٍ أهب نفسي شفتيك، أعبر من خلالهما، أقول كلَّ ما أوْقفَته عينيك. ما غار داخلاً، في الأعْمَقِ وترك المكان خاوياً/ يحتاجك، ينـزاحُ أكثر ناحية أن يكونَ

قادراً على مواجهة الظلمةِ، واختراع مواعيدٍ، وابتساماتٍ أكثر

مناوشةُ جبينكِ عن عُبوُس رأْسُكِ، يستحث دماغه ما يكتبْ، ما يقربنا من صوتك. أصابعك التي ترتعش بقوةٍ، وتبحث في حروفها عن معنىً لكل الصّراخ..

وتبحث/ أنثاك عن وعدِها الذي يتفجرُ في الداخلِ، ويحْسِبُ ما مرَّ، عن وعدِها الذي رسمتهُ الحكاياتُ الطويلةِ، وحاكتهُ الشفاهُ في كل وقتْ

“على حَافة شَفةْ..” متابعة القراءة

على حَافة شَفةْ..