الكتاب يُقرأ من غلافه

من إصدارات دار الفرجاني

يقال: الكتاب يقرأ من عنوانه! دلالة أن العناوين هي مفاتيح الكتب، وأقول إن العناوين ليست وحدها ما قد يجعل القارئ يختار كتاباً ما بعينه، هناك الغلاف، فالغلاف أيضاً له تأثيره الخاص على القارئ، وقد يُقتنى الكتاب لغلافه تصميماً وتجليداً.

فغلاف الكتاب هو أول ما يراه القارئ عند التطلع إلى شراء كتاب جديد، لذلك من المهم أن يكون غلاف الكتاب جذابًا ومثيرًا للاهتمام حتى يلفت انتباه القارئ ويدفعه إلى شراء الكتاب.

وهنا من المهم أن ندرك، أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تصميم غلاف الكتاب، مثل نوع الكتاب، والجمهور المستهدف، والرسالة التي يرغب المؤلف في إيصالها. لذا يجب أن يعكس غلاف الكتاب موضوع الكتاب وأسلوبه، كما يجب أن يكون جذابًا للجمهور المستهدف. وهو ما تحاول أن تعمل عليه دور النشر، وبشكل خاص الدور المهمة وذات التاريخ الكبير في صناعة الكتاب.

خلال رحلتي مع الكتاب التي بدأت في فترة مبكرة من حياتي، كانت علاقتي تتعمق أكثر مع أغلفة الكتب، فكانت بعض دور النشر تستطيع أن تأسرني من خلال أغلفتها كما فعلت دار الرايس تسعينيات القرن المنصرم، وخاصة في الروايات، أو أغلفة دار العودة بيروت، للمجموعات الشعرية، وكذلك المؤسسة العربية للنشر والتوزيع.

في ليبيا نجد أن مسألة تصميم غلاف الكتاب ليست من الأولويات، وهذا ما خرجت به من تجربة طويلة مع الكتاب الليبي، فكثيرا ما يتدخل الكاتب في تصميم غلاف كتابه، وقد يقوم على تصميم الغلاف غير مختص بالتصميم، وهذا لا يعني الإطلاق بقدر ما يعني وجود تجارب تستحق الذكر.

من هذه التجارب، تجربة منشورات المؤتمر، وهي المنشورات التي كانت تصدر عن مجلة المؤتمر، والتي تميزت بتصميم بسيط، وخطوط واضحة، ونسق سارت به في جميع ما صدر من كتب عن المجلة.

التجربة الثانية التي أحب التوقف عندها، إصدارات دار إمكان، التي تنم عن وعي فني عميق بإمكانيات الحرف العربي، وعلاقته بباقي المكونات، خاصة وإن الدار تعتمد البياض خلفية تعكس مكونات الغلاف.

تجربة ثالثة، حديثة أتوقف عندها، وهي إصدارات دار الفرجاني الأخيرة، الأدبية، الذي يُظهر وجود نمط ثابت للأغلفة، يعتمد على اللون، ولوحة الغلاف، وخط العنوان، إضافة إلى مقاس ثابت للغلاف، وكأن غاية الدار هو تكوين مكتبة يكون لها مكانها المميز في مكتبة القارئ. المميز في أغلفة الفرجاني، الاجتهاد في أن يكون الغلاف جزء من العمل، ومدخلاً للقراءة!

ختاماً، الغلاف جزء مهم من الكتاب، ولا معنى للكتاب بدون غلافه، بل إن قيمته سوقياً -كما يقول الكتبييون- تنخفض كثيراً، حتى مع الكتب النادرة. وسيكون من الجميل الاهتمام بالغلاف، اهتماماً بالكتاب والقارئ!

الكتاب يُقرأ من غلافه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *