حزنك يا صديقي، صديقي
أعرفهُ كما يعرفني،
يصاحبني
ويدركُ أني لا أملُّكَ،
فلا يملُّني.
حزنكَ يا صديقي،
يدفعني بعيداً في السماء
يطلقني بجناحين من رغبة،
ويوجه بوصلتي ناحية شاطئٍ قادم.
طرابلس: 25 ديسمبر 2016.
حزنك يا صديقي، صديقي
أعرفهُ كما يعرفني،
يصاحبني
ويدركُ أني لا أملُّكَ،
فلا يملُّني.
حزنكَ يا صديقي،
يدفعني بعيداً في السماء
يطلقني بجناحين من رغبة،
ويوجه بوصلتي ناحية شاطئٍ قادم.
طرابلس: 25 ديسمبر 2016.
من أعمال التشكيلي: إيمان مالكي.
*
بامتداد الأفق، واتساع الحلم
تختصر العالم في أثاثها البسيط،
سرير يحتوي جسدها، المنحوت عليه
طاولة بلا أوراق أو كتب
كرسي
دولاب بألوان الربيع.
بلا ستارة،
نافذة في اتجاه الصباح،
تفتحُ ذراعيها باكراً
تستنشق الندى،
والحناء
شجرة تحاول الدخول.
القاهرة: 30-01-2017.
ما إن تطالع عنوان الرواية، حتى يبدأ عقلك بالعمل، لحشد ما يمكنه من صور، وأخيلة، كاشفاً أمامك ماهية المغامرة التي أنت مقدمٌ عليها.
زرايب العبيد، عنوان يكشف الكثير، ويطرح العديد من التساؤلات، فهو عنوان دلالي بامتياز. فـ(زرايب) هي المحكي للعربية (زرائب)، والتي تعني أماكن تربية وحفظ الحيوانات. و(العبيد) هي جمع (عبد)، وهي مضافة للـ(زايب) لغرض التعريف، بالتالي تكون نتيجة الصورة المكونة في مخيلة القارئ، زرائب (الحيوان) لعيش العبيد، أو صورة زرائب (الحيوانات) يسكنها عبيد.
هذه مستوى دلالي أول للعنوان، مستوى دلالي ثاني، وهو مولد نتيجة ملكة التخييل في العقل البشري، توقع عيش العبيد، وحالهم في هذه الزرائب، التي عادة ما تستخدم في الدارجة لوصف الأماكن القذرة وغير الصالحة لحياة البشر، لذا فهي تليق بالحيوان.
زرايب العبيد؛ عنوان صادم بامتياز، يضع القارئ أمام مسؤولية المعرفة، وحقيقة الواقع، وأثر التاريخ الذي مازال يمارس اجتماعياً، كموروث ثقافي وتراثي، تتوارثه الأجيال، وينعكس في الكثير من العلاقات والممارسات الاجتماعية.
أنت الآن، كقارئ، تجاوزت العنوان، ومهيأ بما لديك من أرضية، للدخول لعالم الرواية، وكشف مظانها. فالعنوان وهو يصدمك، يجعلك أكثر انتباهاً لما سيأتي.
هل جربت أن كتاباً سهلاً سريع الهضم؟
ربما نعم، وربما لا!!!
إن كنت تريد هذه التجربة، فأنصحك بكتاب (جدار بردين) للمدونة اليمنية “سناء مبارك”. فهو كتاب خفيف في مادته، سريع التسرب، والهضم عقلياً، وعميق الفكرة، ويحوي الكثير من الملاحظات والالتقاطات الذكية والواعية لكاتبته.
في هذه التدوينات، أو النصوص التي كتبتها “سناء”، ارتباط وثيق باليومي، وبما يصادف الإنسان، من مواقف، وما يمر به من خواطر، وما يواجه من مواقف، وما يستقيده من تجارب، شخصية أو منقولة.
الجميل في التدون تلقائيته، وانفتاحه على جميع المواضيع، وعدم تقييده المدون، بشكل أو نمط معين، والمدون يرصد، وينتج نصه، كتدوينة، يحملها كل ما يريد، ويصدر من خلالها رؤيته، وأفكاره.