كثر ت التعليقات في الآونة الأخيرة، عن أهمية وجود دور للمثقف في هذه الفترة العصية التي تمر بها ليبيا، في ظل مشهد مشوش غير واضح المعالم؛ كل يحاول أن يعلوا بصوته على بقية الأصوات، وكل يحاول سحب المتلقي (المواطن البسيط) في اتجاهه، وكل ينظر إلى مصلحته الشخصية.
لماذا البحث عن دور للمثقف؛ الآن؟
في ظني إن المواطن الليبي صار على قناعة بأن النخب السياسية في ليبيا، ومن يتصدرون المشهد، هم نخبٌ تعمل لمصلحة توجهاتها، وما تستطيع تحقيقه من مكاسب، دون النظر لمصلحة البلاد، والتي تمثل المواطن.
وكنتيجة لما وصل إليه الوضع في ليبيا، صار المواطن مقتنعاً بأهمية وجود دور للمثقف (المثقّفون الليبيون)، وأن هذا الدور يمكنه تحقيق الكثير مما لم تستطيعهُ النخب السياسية، ومن يتصدرون المشهد الليبي. وذلك يعود لمجموعة من الأسباب؛
أولاها؛ إن المثقف شخص يملك من المعرفة والدراية ما يمكنه من قراءة المشهد، أو الوضع الليبي بطريقة أكثر شمولية، وأكثر إحاطة، بما يؤهله لتحليل الأسباب، وبالتالي رسم طريق الخروج.
ثانيها؛ أن الشخصية المثقفة، شخصية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأنه يمكنها إدارة الحوار بشكل أفضل.
ثالثها؛ المثقف شخص لا يبحث عن مصالحه الشخصية، بقدر ما يسعى للمصلحة العامة التي تضمن له دوراً تاريخياً.
رابعها؛ إيمان المثقف بقضيته التي يعمل من أجلها، وهذا يجعله أكثر إصراراً للعمل من أجل الوصول وتحقيق الهدف الذي يسعى إليه، متحملاً المسؤولية الملقاة على عاتقه.
في المقابل، هذا الدور المراد للمثقف الليبي، الاطلاع به، يحمله مسؤولية كبيرة، وهي مسؤولية تغيير المشهد. وهنا لا بد من طرح هذا السؤال:
هل يمكن للمثقف القيام بهذا الدور؟
نعم، يمكن للمثقف الليبي القيام والاطلاع بهذا الدور، لكن الأهم من القدرة، هو وجود إرادة حقيقية وقوية لتمكين المثقف من دوره المراد له، وعزل كل الأصوات التي تحاول التشويش، حتى يمكن للمثقف العمل.
والسؤال الذي أجدني أمامه الآن: هل المثقف الليبي يريد هذا الدور؟، خاصة وهو المتهم بالسلبية، والانزواء بعيداً؟!!!
________________________
نشر بموقع المستقل