
سأفتقدك العام القادم، سأكون وحيداً
وربما
كما كنتُ في كل عامٍ، أرتبٌ الأمسيات
وأرسلٌ الأحلام بلا عناوين.
عندها
عندا أعودُ لنقطة الصفر،
سأفكر مرتين!!
وربما ألفَ مرة قبل أن أكتب سيرتي من جديد.
لوحة (الهروب من الواقع) للرسام “ميشيل تير”.
الصورة: عن الشبكة.
– أمازلت تفكر في الانتحار؟
– ……!!!
– ومازلت تفكر في طريقة مختلفة لتنفيذ انتحارك؟
– نعم. لكن يبدو إن فلسفتي لقراءة هذه الرغبة تغيرت، أو لنقل تم تحديثها.
– كيف؟
– أقول لك. ما هو تعريف الانتحار؟
– …..!!!؟
– بعيداً عن التعريفات اللغوية والاصطلاحية، لقد رأيت إن الانتحار هو عملية انتقال من واقع إلى واقع. من واقع لا تستطيعه، ولاتستطيع الاستمرار فيه، إلى واقع لا تعرفه، لكن في يقينك أنه أفضل، ومريح، وعملية الانتقال هذه، هي نتيجة للخوف من المواجهة، والنتيجة، إن الانتحار كعملية انتقال، هو في الحقيقة هروب.
الرواية كجنس أدبي مميز لمجموعة من اﻷسباب، لعل أهمها اعتماد الرواية على اﻻستقراء الشخصي للتجارب، والذي يحتاج قدرة على إدارة هذا الكم في نسق سردي، وتسلسل منطقي، يضمن انسياب الأحداث وتناسقها، دون أي ارتباك.
بعيداً عن اﻷسماء، وجدت نفسي محاصراً في كل صفحة ثقافية على الفيس أو حساب على تويتر، أو مواقع التحميل، بكم كبير من الروايات التي ميزت بعناوينها، فوجدت نفسي تحت أقوم بتحميل بعضها وقراءتها.
الأدب ليس من ممارسات الترف، بقدر ما هو عملية إبداعية تستمد مادتها من الواقع الذي تعيشه، وتنطلق فيه، وتمارس تجربتها الحياتية من خلاله.
فالأدب ممارس بداعية للحياة، ومحاولة للالتفاف عليها، بغاية الكشف، ورفع الغطاء عن المسكوت عنه، تشخيصاً للعلل وسعياً لعلاجها. ولن يكون غير الأدب، مرآة للمجتمعات، ومقياساً لتفاعلها، وراصداً لإيقاعها. فالكتابة بعيداً عن الواقع، كتابة لا جدوى منها.
أعرف ما يعنيه أن تكون كاتباً شاباً، في وسط لا يرحب بالأدب، ويعتبر ما تكتبه (كلام فاضي)، وأعرف كيف تكون نصوص تلك المرحلة، من تمرد، وقوة، وحفراً في حائط المحاذير والتابهوات، ومحاربة حراسها لك، وكيف ينظر إليك الكتاب (الكبار) من علٍ، ولا يلقون لك بالاً، لكن عندما تثبت تجربتك من أنت، سيتحلقون من حولك.
الكتاب الشباب في ليبيا، أكثر ما يميزهم، اطلاعهم الواسع، والموسوعي، والعميق، والتصاقهم بواقعهم، وهذا ما يجعل نصوصهم، نصوص تجارب، تعبر عن رؤيتهم للمجتمع، وكشفهم للمسكوت عنه. إنهم يحاولن، كما حاولنا، وحاول السابقون، الخروج بالمجتمع من دوائره المغلقة، إلى دوائر الحقيقة الأكثر رحابة وجمالاً، وألواناً.