الرواية كجنس أدبي مميز لمجموعة من اﻷسباب، لعل أهمها اعتماد الرواية على اﻻستقراء الشخصي للتجارب، والذي يحتاج قدرة على إدارة هذا الكم في نسق سردي، وتسلسل منطقي، يضمن انسياب الأحداث وتناسقها، دون أي ارتباك.
بعيداً عن اﻷسماء، وجدت نفسي محاصراً في كل صفحة ثقافية على الفيس أو حساب على تويتر، أو مواقع التحميل، بكم كبير من الروايات التي ميزت بعناوينها، فوجدت نفسي تحت أقوم بتحميل بعضها وقراءتها.
أولى ملاحظاتي؛ أن كتاب هذه الروايات، ليسوا من اﻷسماء المعروفة في عالم الكتابة الروائية.
ثاني الملاحظات، إنها تعتمد ضمير المتكلم، اﻷمر الذي يجعل من النص الروائي، نص حكي، أو توصيف لتجارب، شخصية، أو تجارب متخيلة، تفتقد في الكثير من جوانبها إلى الحس الفني أو اﻷدبي.
النقطة الثالثة؛ مساحة الحوار كبيرة مقارنة بمجمل حجم الرواية، بل إن بعض الروايات، كانت حواراً في المجمل.
النقطة أو الملاحظة الرابعة؛ ضعف السرد، والذي يعكس ضعف المستوى اللغوي لهذه الروايات، وضحالة قاموسها، وفقر المعاني.
في ظني، إن كتاب هذه الروايات وقعوا تحت غواية الرواية، كونها الجنس الأدبي الأكثر حضوراً، ورواجاً. الأمر الذي جعلهم يستسهلون المغامرة، ويقدمون على كتابة نصوص روائية، قد تكون استوفت اشتراطات العمل شكلياً، لكنها فنياً كانت وفتقر للكثير، فليست الرواية حواراً، حشداً من الشخوص، الرواية إعادة إنتاج الواقع بشكلٍ إبداعي. وهذا لا يعني أن هذه التجارب فقيرة إبداعياً، بل تتوفر على قدر من اللمحات الإبداعية والالتقاطات الجميلة، والصياغات الجميلة.
هنا أنا لا أعترض، فمن حق من يجد في نفسه القدرة على الكتابة، أن يغامر بالنشر، لأنه من خلال النشر سيجد طريقه، وسيكسب تجربته الكثير، أعتراضي هو الترويج لهذه الأعمال، وعرضها والدعاية لها بهذا الشكل المبالغ فيه. وهو ما يضر بالكاتب أكثر مما يضعه في موقعه الحقيقي.