دوامُ الحال من المُحال

طرابلس 7

الأيام تمر، ولا شيء يبقى على حاله، حتى وإن حاول مخاتلتنا والتجمُّل. الناس ليسوا هم الذين عرفتهم، ولا الدروب. لم تعد لي من متعة في التجول بطرقات المدينة، رويداً رويداً بدأت التخلي عن جولاتي الصباحية، والركون للبيت. صرت كائناً ساكناً.

زوجتي تقول إني تغيرت كثيراً منذ توقفي عن العمل، وركوني بشكلٍ دائم للبيت، فصرتُ أعلق على كل حركة، وأنتقد التصرفات والأوضاع. صرتُ أكثر حِدة وانفعالاً، على قولة (من زبيبة نسكر). صرتُ أراقب من أستطيعُ من الناس، ممن أعرفُ، أو ممن يمكنني متابعتهم. وجدت أن الجميع تغير بشكلً أو بآخر، لا أحد خارج دائرة التغيير، وبشكل أدق، في طرابلس لا شيء خارج التغيير. فالأسعار مثلاً كانت الأسرع والأكثر تغيراً، والتباين فيما بينها لم يعد يعتمد الربع والنصف، بل قفز في بعض السلع إلى الدينار والاثنين. أما السلع ذاتها فحدث ولا حرج، ولن أذهب في هذا أكثر مما ذكرت. لأن قصدي من الموضوع هم البشر.

  “دوامُ الحال من المُحال” متابعة القراءة

دوامُ الحال من المُحال

النـشر الإلـكتروني – 2

-إيجابيات وسلبيات-

 Internet

تناولنا في الجزء الأول من موضوع (النشر الإلكتروني) الصورة العامة له، وناقشنا بعض المسائل المتعلقة بأسلوب وطرائق النشر. وفي هذا المقال نعرض لأهم ميزات النشر الإلكتروني1:

– ‏‎السرعة‎‏: ‏سواء كان هذا النشر عبر البريد‎ ‎الالكتروني، عبر المنتديات، ‏عبر‎ ‎المجموعات بريدية، الصحافة الإلكترونية. سواء كان هذا النشر ‏يقوم به الكاتب مباشرة عبر ‏‎أدراج ‏مشاركته بنفسه، أو عبر ‏إرسالها لهيئة التحرير (‎الصحيفة الالكترونية، الموقع). فان هذا ‏النشر يكون آنياً بمقدار وقت الإدراج. إذ إن التسارع في التغيرات الجارية في العالم، لابد له إن ينتج وسيلة اتصالات تتواءم مع تسارع‎ ‎التغييرات.

“النـشر الإلـكتروني – 2” متابعة القراءة

النـشر الإلـكتروني – 2

الثقافة الرقمية .. الفجوة الرقمية

يلتبس مصطلح (الثقافة الرقمية) على الكثير، إذ قد يفهم كعلاقة مباشرة بين (الثقافة) كمكون معرفي و(الرقمية) كتقنية، بحيث تكون المحصلة أشكالاً ثقافية رقمية. ومن جهة يعكس هذا المصطلح ما لأوجدته الثورة الرقمية (المعلوماتية/ الإنترنت) من أنماط ثقافية وسلوكيات (جديدة/ وافدة). لكن الثابت للكثير من المفكرين إن الثقافة الرقمية هي: (الثقافة الوافدة على مجتمعاتنا من خلال ما يعرف الآن بعصر الموجة الثالثة، وهو العصر المعلوماتي، الذي رافقته ثورتان تكنولوجيتان هما: ثورة الاتصالات، وثورة تقنية المعلومات (الأجهزة الالكترونية)1.‏‏ أو (الإشارة إلى معطيات ثقافية جديدة من جراء استخدام التكنولوجيا الالكترونية الجديدة، وما نتج عنها من هوة فاصلة بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة، التي تعرف بـ(الفجوة الثقافية))2.  بذلك تبدو الفجوة الرقمية/الثقافية مرتبطة بعدد من الملامح يمكن من خلالها قياس مدى قوة وقدرة العطاء الرقمي وتوظيفه في المجالات المختلفة: الاقتصادية-التجارية، المعلوماتية العلمية والمعرفية، وغيرها. بالتالي تتبدى القدرة على امتلاك تلك القوة الجديدة في عدد المستخدمين، وعدد أجهزة الكمبيوتر، ..إلخ. وهي تزداد بشكل مطرد بين الدول الغنية، المالكة لمقومات التكنولوجيا، والدول الفقيرة، التي يأخذها طلبها للقوت بعيداً. ومع إن الانترنت فتحت الباب أمام الجميع -فقراء وأغنياء- للدخول إليها بسهولة ومجاناً، إلا إنها في ذات الوقت وسعت من الهوة بين المجتمعات، فصدرت (نشرت) المجتمعات الغنية منتجاتها الثقافية على الشبكة، لقدرتها، واكتفت المجتمعات الفقيرة باستهلاك الأفكار المصدرة إليها.

“الثقافة الرقمية .. الفجوة الرقمية” متابعة القراءة

الثقافة الرقمية .. الفجوة الرقمية

أغـــــــــــــــانـــــيـــــنـــــا

طـرابـلـس 6

 

للأغنية أثرٌ كبير في وجداننا العربي، فهي الصورة الشعرية الحديثة، التي لا يُختلف على ما تحققه من تلقي. هذا الأثر الوجداني، يتحول بالنتيجة لأثر ثقافي ينعكس في معرفة وسلوك الإنسان العربي. ولا أعتقد بوجود مجتمعٍ عربي، ولا يمكن فصل المجتمع الليبي عن المجتمع العربي في ارتباطه بالأغنية. وليس لأن كل ما هو ليبي مميز، لكن لأن الذائقة الليبية تتفاعل بشكل تلقائي مع الشعر الشعبي، والأغنية الليبية قوية الصلة بالشعر الشعبي، والتراث الشعبي، وفي ظني إن الأغنية الليبية هي الصورة المغناة للنص الشعري الشعبي. وحتى الأغنية الحديثة استفادت بشكل كبير من التراث الشعبي الليبي. وعندما يتم التعامل مع الأغنية بشكل ممنهج/ مخطط/ مبرمج/ مُسيَّس، من أجل إيصال رسالة بعينها، أو نشر فكرة ما، أو تمجيدِ شخص. عندها تكونُ سِلاحاً فعالاً، وحتى وإن حققت الأغنية شروطها الإبداعية، فإنها تحت هذا المنهج، تكون أغنية صالحة للمناسبات، فقط.

  “أغـــــــــــــــانـــــيـــــنـــــا” متابعة القراءة

أغـــــــــــــــانـــــيـــــنـــــا

الغولُ القادم من الشرق

طـرابـلـس 5


 

طرابلس ليست على ما يرام، فهي كمدينة حياتها في حياة سكانها، الذين تغير نمط عيشهم بشكل كبير. وبالرغم من كل المحاولات، لم تنجح عمليات التجميل من إخفاء أثر السهر عن عينيها، أو المنشطات في تحفيزها على السير بشكل مستقيم، أو إعادة الإشراق لوجهها.

(مافيش حد فاهم حاجه)، هذا التعبير البسيط يعكس حالة الضياع التي يعيشها المواطن الليبي، لا يدري إلى أين ولا كيف، ومتى؟. النسبة العظمى توقفت الحياة بالنسبة لهم، وأعني، النمط الحياتي الذي اعتادوه، ومشاريعهم التي يحلمون بها. أنا نفسي تغير نمط حياتي كليّة، وتوقفت مشاريعي، سواء الثقافية؛ من خلال موقع بلد الطيوب وموقعي الشخصي، والحياتية، بتوقف أعمال بناء منزلنا الصغير. حالة أشبه بالضياع، بل أزعم إنها حالة تيه، بالرغم من وضوح معالم الطريق، وجلاء النهار، الأمر الذي يجعلك أمام ما تلتقطه حواسك من إشارات ومعلومات في شكٍ مما تقودك إليه، حتى الإشارات لم تعد تلق الثقة التي اعتادت. الأمر أشبه بحالة البله التي تصيب أحدنا من تعثر الإجابة على لسانه، أمام سؤال سهل وبسيط.

“الغولُ القادم من الشرق” متابعة القراءة

الغولُ القادم من الشرق