عندما يأكل الشاعر نفسه

(عندما لا تعثر على الكلمات، أنا ضائع) م.ع

كتاب تقطير العزلة

الشاعر / السارد

يبدو أن الشاعر في سيرته الأولى سارد كبير، يحب الحكاية أكثر من الغناء، يحب الانطلاق أكثر مما يحب القفز الموقع، يحب الكلمات أكثر من اللحن. وربما هذا يفسر نجاح الشعراء في تجاربهم السردية الروائية بشكل خاص.

والسرد ليس الرواية، أنه تقنية، نعم تقنية تشبه إلى حد كبير تقنية صناعة السجاد على المسودة، حيث تنساب الخيوط، والحكايات، والمشاعر والحوادث، والوجبات، وأكواب الشاي، بالتالي يكون لكل قطعة سجاد شكلها وتاريخها الخاص بها، والذي لا يتكرر، فاليدين تعملان على لضم الخيوط، ويعمل العالم في الخارج.

السرد قدرة على النظم، وتحويل الأحداث الصغيرة والبسيطة إلى نصوص قابلة للقراءة والإدهاش. هذه القدرك، هي أشبه بقوى الساحر الذي يستطيع بخفة يديه إجبارك على التصفيق.

“عندما يأكل الشاعر نفسه” متابعة القراءة
عندما يأكل الشاعر نفسه

قصتي مع اللغة العربية

اليوم العالمي للغة العربية


يرجع عشقي للغة العربية إلى المسلسلات اللبنانية التي كان يبثها التلفزيون الليبي، وفي الغالب كان أكثر البرامج التلفزيونية باللغة العربية، بداية من مسلسلات الرسوم المتحركة، إلى مسلسلات المساء والسهرة، وكيف لا أفتن باللغة العربية، وأنا أسمعها على لسان عملاقة الدراما والأداء وقتها: عبدالمجيد مجذوب، رشيد علامة، محمود سعيد، أنطوان كرباج، ليلى كرم، وغيرهم ممن أمتعونا بأدائهم وجمال انسياب اللغة على ألسنتهم، قبل أن تهجم علينا المسلسلات البدوية، والقروية1.

من البرامج التلفزيوني التي كنت من متابعيها على مر السنوات، باختلاف النسخ المسلسل العراقي (مدينة القواعد)، والذي تخصص في التعريف باللغة العربية وعلومها من نحو وصرف وبلاغة، من خلال مجموعة مميزة من الممثلين المميزين، أذكر منهم: جعفر السعدي، أمل حسين (وهي مذيعة)، محمد حسين عبد الرحيم، خليل الرفاعي، وغيرهم ممن أبدعوا خلال حلقات المسلسل.

“قصتي مع اللغة العربية” متابعة القراءة
قصتي مع اللغة العربية

هل نحن شعب مثقف؟

مجلة نوافذ ثقافية – الهيئة العامة للثقافة، العدد 25، 19 أكتوبر 2020.

من أعمال الرسام العالمي سيلفادور دالي أرشيفية عن الشبكة

الثقافة، ثقافة المجتمع

قبل الدخول، سنتوقف عن بعض المفاهيم الأساسية التي تخص الثقافة؛ الثقافة من أكثر المفاهيم التي تتداخل مع مفاهيم أخرى، يختلف معناها، باختلاف ظروف استخدام المصطلح، فصفة ثقافة للفرد، تختلف جذرياً عن صفة الثقافة للمجتمع، كما أن للثقافة فروعها المتعددة، ومواردها الكثيرة.

الثقافة هو سلوك اجتماعي ومعيار موجود في المجتمعات البشرية. وتعدّ الثقافة مفهوما مركزيا في الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)، وهو يشمل نطاق الظواهر التي تنتقل من خلال التعلم الاجتماعي في المجتمعات البشرية. ويمكن رصد الثقافة من خلال سلوك الفرد والممارسات الاجتماعية على مستوى التجمعات الإنسانية. وهي أيضا تظهر بشكل واضح من خلال أشكال التعبير المختلفة؛ كفن والموسيقى والملابس والطبخ.

“هل نحن شعب مثقف؟” متابعة القراءة
هل نحن شعب مثقف؟

شعب مثقف

من أعمال الرسام العالمي سيلفادور دالي أرشيفية عن الشبكة


الثقافة ليست ما يوجد في الكتب، لأن ليس كلنا يقرأ أو يهتم بالبحث في الكتب!

ولكن لابد أن يكون قد طرق سمعك جملة (هذا شعب مثقف)؛ إما من عائد من سفر، أو من متابع!، والسؤال هنا: كيف تم الحكم على هذا الشعب بأنه شعب مثقف؟ وما هو المقياس الذي تم الاحتكام إليه لقياس ثقافة هذا الشعب؟ لنقول مثلاً (السويسريون أرقى الشعوب وعلى درجة عالية من الثقافة)!!

أن جملة (هذا شعب مثقف) هي جملة وإن كانت بسيطة، فهي عميقة في أبعادها، ودلالاتها، فهذا الحكم، لا يعتمد على رحلة قام بها أحدهم في الكتب ليعطينا هذا الإثبات! إنما هي نتيجة مباشرة لمعايشة اجتماعية لهذا الشعب (المثقف)، لنكتشف؛ إن هذا الحكم هو نتيجة ما لمس من سلوكيات وتصرفات ومظاهر اجتماعية، تمارس بشكل يومي وتلقائي.

هذا يضعنا على أولى خطوات الطريق، فمجموع السلوكيات المجتمعية (التي يقوم بها أفراده) هي انعكاس لثقافة المجتمع، والتي تمثل الظاهر من ثقافته الأصيلة ومعتقداته والأعراف والتاريخ الإنساني لهذا المجتمع، وهي بمثابة القاعدة التي بني عليها المجتمع الذي نراه ونعايشه.

“شعب مثقف” متابعة القراءة
شعب مثقف

شأن ثقافي

من أعمال التشكيلي وليد المصري.
من أعمال التشكيلي وليد المصري.

ولأن حديثي لأكثر من 6 مقالات تركز حول المثقف! في محاولة للوقوف على دوره، وحضوره في المجتمع! ستكون وقفتنا هنا ثقافية أيضا، لكنها هذه المرة؛ ستكون من جانب العمل الثقافي، وهي إعادة صياغة لإجابتي عن سؤال: أليس من الأصح أن يدير المثقفون مؤسسة الدولة الثقافية؟

هذا السؤال جاء عبر حديث هاتفي، حيث جنح بنا السياق للتوقف عند مؤسسات الدولة الثقافية، وخاصة الهيئة العامة للثقافة ودورها في تفعيل المناشط الثقافية، والمثقف.

كانت إجابتي المباشرة؛ لا!!!

“شأن ثقافي” متابعة القراءة
شأن ثقافي