
لا فرق من أين تأتي الرياح، المهم
أن يكون المركب قادراً على مواجهة البحر،
والمضي!
لا فرق في أي اتجاه تسير، المهم
أن تملك من المعرفة ما يعينك على الاستمرار،
والمضي!
الفرق تصنعه
أو يصنعك!!!
طرابلس: 1 أكتوبر 2021م.
لا فرق من أين تأتي الرياح، المهم
أن يكون المركب قادراً على مواجهة البحر،
والمضي!
لا فرق في أي اتجاه تسير، المهم
أن تملك من المعرفة ما يعينك على الاستمرار،
والمضي!
الفرق تصنعه
أو يصنعك!!!
طرابلس: 1 أكتوبر 2021م.
1
يرى البعض إن الشعر لعبة لغوية، والبعض يضع الشعر في صف الغناء، لكنني أرى إن الشعر عملية فكرية (عقلية) بامتياز، لا يمكنها أن تكون نتاج العبث، أو الممارسة الاعتباطية. فالقارئ أو الدّارس للشعر العربي، من تاريخ القصيدة الشعرية الأولى إلى آخر نص (حقيقي) منشور على الفيسبوك، سنجد إن الشاعر يمارس لعبة عقلية (فكرية)، وإنه يعمد إلى ممارسة ألعابه المخاتلة، كالساحر يخطف عيون المتابعين له، معطلاً عقولهم بما يحدثه من دهشة.
هذه العملية العقلية، مرنة بشكل كبير، وقابلة للتطور والتحديث المستمر، ومسيرة الشعر العربي، تجربة غنية وثرية، بداية من المقطعات إلى تجارب الهايكو العربية، هذا الغنى في النصوص، والاتساع الافقي للممارسة الشعرية، والعمق الرأسي للمدارس أو الأشكال الشعرية، يضعنا على درب اليقين بعقلانية التجربة، حتى وهي تتسامى على لسان صوفي، أو تشتعل في قلب عاش، وتُبادر في يدي فارس.
“أُغنيات الفاخري للظلال” متابعة القراءةيوماً
كنت طفلاً
أعيش وأتنفسُ الأحلام،
حد التخمة.
كنت بين أحلامي!
لست أنت على وجه التحديد
فوجهك،
لم يكن مكتملاً بعد..
حزنك يحولني إلى كائن مختلف،
عميق
وقادر على الطيران،
شفاف.
في تجربتنا الأدبية والثقافية في ليبيا، لم يكن للسيرة الذاتية حضورها القادر على إثبات وجودها على خارطة الأدب الليبي، وما توفر من نماذج منها، جاء نمطياً يرصد سيرة حياة صاحبها، توثيقاً ورصداً.
في الكتاب الذي بين يدي، قرر صاحبه أن يكتب سيرته بطريقة مغايرة، إن لم تكن مختلفة وخارج الصورة النمطية للسيرة، بعيداً عما تحتويه شهادة الميلاد من تاريخ ومكان، أو ما يمكن أن يخبرنا به المجالين، لتكون هذه السيرة؛ سيرة عقل وفكر، سيرة ممارسة العقل وتدبر في المعارف! ومنذ اللحظة الأولى، يأخذُ الكاتب بيميننا مباشرة صوب غايته (ها هي بما جمعت من أفكار عميقة كانت أو سطحية، وتعابير فصيحة هي أم عامية، تصيب بالدهشة أو الصدمة، تحفز التعاطف أو الاستقرار، تصور القبح أو الجمال، تظهر العيوب أو تخفيها، تبرز الأخطاء أو تنكرها، لا تخجل من كل ذلك، فترسم “أنا” الحقيقة، وتمحو من رحلتها “أنا” الوهم)1.
إذن “علي باني”، الكاتب والمهندس والرياضي، يقول (هذا أنا) فكر ومجموعة تجارب.
“بين أنا الحقيقة.. وأنا الوهم!” متابعة القراءة