
عند الرابعة مساءً
وحيدٌ
كوب شاي يؤنس الطاولة
وصفحة بيضاء تنتظر مداعبة أصابعي
هدوء يؤثث المكان..
الرابعة والنصف
الصفحة مازالت بيضاء،
وأصابعي ساكنة
وكوب الشاي بارد..
عند الرابعة مساءً
وحيدٌ
كوب شاي يؤنس الطاولة
وصفحة بيضاء تنتظر مداعبة أصابعي
هدوء يؤثث المكان..
الرابعة والنصف
الصفحة مازالت بيضاء،
وأصابعي ساكنة
وكوب الشاي بارد..
إذا كان المشهد في الرواية، يتسع باتجاه الأفق، ويجعلنا قريبين منه، فإنه في القصة يتجه للخارج، باتجاه المتلقي، لمنح القصة عمقاً أبعد، وفرصة للمتلقي للإبحار.
في المجموعة التي انتهيت منها قبل أيام، نجد القاص يتعمد أن يحدد للمتلقي زاوية الرؤية، بل وقد يمارس تطرفاً باتجاه تحديد حركة المشهد، وطريقة المشاهدة، من خلال استخدامه لمجموعة من الرموز ذات الدلالات الخاصة لدى المتلقي، مثيراً بذلك ذائقته باتجاه هذه الرموز بما تحركه من إيحاءات وما تبعثه من صور. وهو يستعين على ذلك بداية من العنوان.
“النور في ظلمات فكرون” متابعة القراءةتعرفت إلى الكاتب منصور بوشناف، منذ بداية اتصالي المباشر مع الصحافة، من خلال صحيفة الشط، وتحديداً خلال عرض مسرحية (السعداء)*، والتي عرضت على خشبة مسرح الكشاف، مارس العام 1999م، هذا اللقاء حفزني لمراجعة ما نشره بوشناف من مسرحيات في (مجلة الفصول الأربعة)، وكتاباته بمجلة (لا)، ومن بعد صحيفة (الجماهيرية) حيث جمعنا الملف الثقافي للصحيفة.
ولأن صحيفة (الشط) خلال فترة عملي بها؛ من 1998 إلى 2000م كانت تتخذ من مكاتب (القبة الفلكية) مقراً لها، كان المقهى الذي يشغل مدخل المبنى يستقطب الكثير من أهل الفن والثقافة، ومنهم منصور بوشناف، لتتكرر اللقاءات وتتشعب الأحاديث والنقاشات. وعند انضمامي للكتابة بملف صحيفة الجماهيرية الثقافي في 2001م، تحت إشراف الصديقة نعيمة العجيلي، تكررت اللقاءات بمكتب الصحيفة بالدور الخامس (تقريباً)، إضافة إلى مكتب مجلتي (البيت والأمل) بالدور السابع. وحتى العام 2007م، كنت مداوماً على قراءة زاويته الأسبوعية (كلمات)، وكنت أستمتع بما يتناوله من موضوعات وما يعرضه من أفكار.
“بوشناف.. الروعة في التركيز” متابعة القراءةلست على ما يرام
قلبي يخبرني،
أنه ما عاد يستطيع المضي أكثر
دماغي بدأت خلاياه بالضمور
وعيني الوحيدة،
صارت مشوشة..
إشكالية الجنس!!!
الكثير من الكتاب تناول الموت كعنصر رئيس في الكتابة، أو محور للعمل الأدبي المقدم، وفي هذا السياق تأتي باكورة الإنتاج السردي، للقاص الشاب احميد المرابط، الذي جعل من الموت رفيقاً لبطل النص، ظل يرافقه ولازال باعتبار الحقيقة التي لا تفارقنا.
لكن قبل الدخول بعوالم العمل، سأتوقف قليلاً في محاولة لتحديد جنس هذا العمل، فعلى الغلاف الخارجي للكتاب، جاءت جملة (قصة قصيرة)، مما يشي بكون ما يتضمنه الكتاب هو مجموعة من القصص القصيرة، مما يستدعي مباشرة اشتراطات القصة القصيرة، والاستعداد لتفتح ذائقة القراءة على هذا الجنس الإبداعي. لكننا ما إن نتعدى صفحات البداية، وندخل أول عنوان، منتقلين من بعده للعنوان التالي، حتى نكتشف مع المضي أكثر في صفحات الكتاب، إننا أمام نص روائي، أقرب للرواية القصيرة أو النوفيلا.
وفي ظني إن الاستشكال، جاء من اعتماد تقسيم النص إلى عناوين وقفية، جاءت لرصد الأحداث، فكان كل عنوان حدثاً أو التقاطة أو تجسيداً لحالة، فاختار الكاتب أن يسميها قصص، لكن القارئ سيكتشف ارتباط هذه العناوين أو القصص، وارتباط أبطالها وشخوصها، والخط الدرامي الذي يمتد خلال النص، ويجمع الأحداث حوله.