غرفتها الصغيرة

من أعمال التشكيلي: إيمان مالكي.

*

بامتداد الأفق، واتساع الحلم

تختصر العالم في أثاثها البسيط،

سرير يحتوي جسدها، المنحوت عليه

طاولة بلا أوراق أو كتب

كرسي

دولاب بألوان الربيع.

 

بلا ستارة،

نافذة في اتجاه الصباح،

تفتحُ ذراعيها باكراً

تستنشق الندى،

والحناء

شجرة تحاول الدخول.

“غرفتها الصغيرة” متابعة القراءة

غرفتها الصغيرة

انتحار

عن الشبكة

 

  • نعم أفكر في الانتحار، وما يؤخرني حتى اللحظة عن التنفيذ، هو رغبتي في أن يكون انتحاري مختلفاً، وغير اعتيادي، بحيث تظل الذاكرة تسترجعه، قبل أن يتحول إلى أيقونة، وحكاية يتوارثها الأجيال.
  • !!!
  • لا. لا أريد لانتحاري أن يكون علنياً، سأكون وحيداً.
  • !!!
  • نعم، وحدي وفي طقس احتفالي خاص؛ سأنتحر. فروحي التي ظلت تهيم كل هذا العمر، وحيدة، ومهملة، يحق لها أن تنتهي كما بدأت، في احتفال بسيط، لكنه عميق الأثر.
  • !!!
  • لن يكون هناك الكثير من البهرجة، فهي لا تفيد، ولا أطيقها. فقط أنا وبعض الصور، والقليل من اللون الأبيض، وقطرات من اللون الأزرق، وربما قطرة أو اثنتين من اللون الأصفر.
  • ولا أكثر.
  • فما أسعى إليه، أكبر من مجرد انتحار ملون. ولا أحب البهرجة، ولا الصخب، عشتُ غير مرأي لأكثر من أربعين عاماً، هكذا أريد أن أنتهي. غير مرأي، ليكون لي الخلود من بعد.
  • !!!
  • حكاية غير التي تروى ليوم، أو شهر، وتنتهي. أريد أن أظل حياً دائماً. لذا فإني مازلتُ أبحث عن انتحاري المختلف، والقادر على إبهاري، قبل خلودي فيكم.
  • نعم، حياً في الذاكرة إلى ألف ألف جيل، لا أريد لقصتي أن تنتهي، أريد لها أن تحيا، وتكبر، فلقد تركت الكثير من المفاتيح للدخول لها، وتركت كل النوافذ مشرعة لمن أردا التسلل، كما إني لم أنسى أن أخصص جزأ للسيدات اللواتي ربما يرغبن في المشاركة، عن طريق مدخل خاص بهن.
  • آه، أيضاً للأطفال مكانهم الخاص، حيث الكثير من الألعاب، والأوراق والألوان، وقد تركت الحوائط بيضاء، لمن يحب الخربشة.
  • ؟
  • قلت لك، أريده انتحاراً مختلفاً.
  • انتحاراً مميزاً.
  • لذا تراني أعمل بجد، وأظل أفكر، وأفكر، حتى أحقق هذه الغاية.
  • …………
  • لم أحدد موعداً بعد، حتى أصل وأتحقق مما أريد.
  • …………
  • ربما.
  • ………….
  • لا، لا مفاجآت. سأرتب لكل شيء.
  • ………….
  • لا، لن أعلم أحداً، سيكون الأمر سهلاً بهذا الشكل. أعول على مشهد الاكتشاف كجزء من الرواية.
  • ……….
  • نعم، وليس بالأمر العسير.
  • لكني أريد لهذه المشهد ألا تتفق فيه الروايات، فهو مفتاح التأويل لباقي الحكاية.
  • ……….
  • لا، لن أخبرك.

 

القاهرة: 30-01-2017.

 

 

انتحار

رواية الكشف

 

صدمة العنوان

ما إن تطالع عنوان الرواية، حتى يبدأ عقلك بالعمل، لحشد ما يمكنه من صور، وأخيلة، كاشفاً أمامك ماهية المغامرة التي أنت مقدمٌ عليها.

زرايب العبيد، عنوان يكشف الكثير، ويطرح العديد من التساؤلات، فهو عنوان دلالي بامتياز. فـ(زرايب) هي المحكي للعربية (زرائب)، والتي تعني أماكن تربية وحفظ الحيوانات. و(العبيد) هي جمع (عبد)، وهي مضافة للـ(زايب) لغرض التعريف، بالتالي تكون نتيجة الصورة المكونة في مخيلة القارئ، زرائب (الحيوان) لعيش العبيد، أو صورة زرائب (الحيوانات) يسكنها عبيد.

هذه مستوى دلالي أول للعنوان، مستوى دلالي ثاني، وهو مولد نتيجة ملكة التخييل في العقل البشري، توقع عيش العبيد، وحالهم في هذه الزرائب، التي عادة ما تستخدم في الدارجة لوصف الأماكن القذرة وغير الصالحة لحياة البشر، لذا فهي تليق بالحيوان.

زرايب العبيد؛ عنوان صادم بامتياز، يضع القارئ أمام مسؤولية المعرفة، وحقيقة الواقع، وأثر التاريخ الذي مازال يمارس اجتماعياً، كموروث ثقافي وتراثي، تتوارثه الأجيال، وينعكس في الكثير من العلاقات والممارسات الاجتماعية.

أنت الآن، كقارئ، تجاوزت العنوان، ومهيأ بما لديك من أرضية، للدخول لعالم الرواية، وكشف مظانها. فالعنوان وهو يصدمك، يجعلك أكثر انتباهاً لما سيأتي.

“رواية الكشف” متابعة القراءة

رواية الكشف

الكتابة السهل الممتنع

هل جربت أن كتاباً سهلاً سريع الهضم؟

ربما نعم، وربما لا!!!

غلاف كتاب جدار بردين

إن كنت تريد هذه التجربة، فأنصحك بكتاب (جدار بردين) للمدونة اليمنية “سناء مبارك”. فهو كتاب خفيف في مادته، سريع التسرب، والهضم عقلياً، وعميق الفكرة، ويحوي الكثير من الملاحظات والالتقاطات الذكية والواعية لكاتبته.

في هذه التدوينات، أو النصوص التي كتبتها “سناء”، ارتباط وثيق باليومي، وبما يصادف الإنسان، من مواقف، وما يمر به من خواطر، وما يواجه من مواقف، وما يستقيده من تجارب، شخصية أو منقولة.

الجميل في التدون تلقائيته، وانفتاحه على جميع المواضيع، وعدم تقييده المدون، بشكل أو نمط معين، والمدون يرصد، وينتج نصه، كتدوينة، يحملها كل ما يريد، ويصدر من خلالها رؤيته، وأفكاره.

“الكتابة السهل الممتنع” متابعة القراءة

الكتابة السهل الممتنع

المثقف الليبي .. الغريب في وطنه

إلى: د.فجر محمد.

من أعمال التشكيلي وليد المصري.

1

لن يكون من المستغرب، وهو في ذات الوقت متوقع، أن يكون المواطن الليبي جاهلاً، وغير عارفٍ بمبدعيه وكتابه!!!، باستثناء بعض الأسماء التي قدر لها أن ترتبط في ذاكرة المواطن الليبي ببعض الأحداث، فالكل يذكر شاعر الشباب “علي صدقي عبدالقادر” من خلال برنامجه الرمضاني “حفنة من قوس قزح”، بشكل خاص، بعدما تقمص الفنان “حاتم الكور” لشخصيته في أحد برامجه الرمضانية. كما تضم هذه الذاكرة الفقيرة، الكاتب الكبير “خليفة التليسي“، من خلال قصيدته (وقفٌ عليها الحب)، التي ألقاها احتفاءً في عيد الوفاء. شخصية أخرى لا يمكن للذاكرة الليبية نسيانها، الفنان “محمد الزواوي“، فنان الكاريكاتير، الذي يحفظ له الليبيون شريط الرسوم المتحركة (حجا)، ويضاف لهذه الذاكرة، وربما شملت هذه الذاكرة اسماً أو اسمين آخرين، لكنها تظل فقيرة.

2

المسألة التي تزيد من أزمة فقر هذه الذاكرة، إن بعض المدارس التي سميت بأسماء أدباء وكتاب من ليبيا، كـ(أحمد رفيق المهدوي، أحمد الشارف، أحمد قنابة،….)، لا يعرف الكثير من تلاميذها، أو جلهم، سبب التسمية، أو من هو الشخص الذي سميت المدرسة باسمه.

“المثقف الليبي .. الغريب في وطنه” متابعة القراءة

المثقف الليبي .. الغريب في وطنه