رجـــاء

عن الشبكة
عن الشبكة

لم يتغير شيء.

تعرف أني لست بكاذب، لكن شيئاً بداخلها لا يريد التصديق. لذا ورغم معرفتي بحاجتها لي، وانتظارها الذي تتقلب فيه على جمر الرجاء، قررتُ أن تكون زياراتي متباعدة أكثر.

في كل زيارة، كان الحديث يبدأ من ذات المبتدأ، أمنحه خبره الأول، وأترك لها البقية. لم أمل حكايتها، أبداً، بل على العكس، كنت أجلس بجانبها محاولاً القبض على تفصيلة هاربة، أو شخصية وقعت عن سبيل السرد، بينما صوتها يحافظ على إيقاعه الثابت.

كان اللقاء يبدأ حال دخولي، بابتسامة، أجدها أكثر إشراقاً في كل مرة، ثم يأتي فنجان القهوة (القد قد)1، وقطعتي كعك مالح، لمعرفتها بتفضيله عن الحلو، ومع رشفة القهوة الأولى أنتهي من خبري، الأول، وتبدأ هي.

وكما في كل مرة، بعد ساعة، تقوم لترفع القهوة، وتحضر شيئاً لأكله، وفي العادة يكون خفيفاً، ومما تخبزه، وفي الغالب فطائر محشوة، مثلثة الشكل، ذهبية اللون، تسبقها رائحتها، شهية ومقرمشة. حيث تعيد تشكيل خيط الحكاية وهي تمد أول قطعة:

هي مد إيدك.. تفضل.

ألفت الحكاية. عشقتها، أدمنتها، وصرت في كل مرة، أبتكر حيلاً أوازي فيها مسارب السرد، فتارة أسرج خيولي في سهول الحكي، وتارة أشرع جناحي، وأخرى أكون البطل، بطلها.

“رجـــاء” متابعة القراءة

رجـــاء

دق يدق دقاً

 دق

صديقي الذي ظل لأكثر من ثلاث سنوات رفيقي لحظاتي، ولم يفارقني إلا قليلاً، يعود.

نعم يبدو إنه عاد، وإنه يرسل إشارات وصوله. الذي لم تتوقف من ثلاث أيام.

عندما بدأت علاقتنا في أواخر 1999، لم أعره أي اهتمام، كنت لا ألقي له بالاً، كنت مشغولاً أقتل وقتي في العمل، والتنقل، والحركة بشكل دائم، لذا كنت أنساه في التعب، وكنت أتعجب من إصراره على ملازمتي.

“دق يدق دقاً” متابعة القراءة

دق يدق دقاً

عندما غادر الملك*

 

رامز النويصري .. الشاعر مراد الجليدي .. القاص خالد شلابي (مهرجان زلطن)
رامز النويصري .. الشاعر مراد الجليدي .. القاص خالد شلابي (مهرجان زلطن)

1

من منطقة بعيدة في الحلم يكتب، لا يعبر عوالمنا المادية إلا ليتزود لمسيرة حلم جديدة. في كل قصة نكتشف إنه يستمتع بالقهقهة عالياً، كيف نقف عند بابه ونكتفي بالمراقبة خوف الدخول.

عواله خاصة، وكتابته للقصة مختلفة، يحدد شخوصه بعناية تامة، ولا يسرف في إحضارهم، يكتفي بالممثلين الرئيسيين فقط، أما الكومبارس فلا حاجة للمشهد بهم، سيكون أفضل بدونهم، أو ادخارهم لمشهد يتطلب بعض الصخب.

عرفتهُ قبل أن ألتقيه، كانت أذني قد التقطت اسمه عبر الراديو، من خلال برنامج (ما يكتبه المستمعون) الذي كان يعده، القاص “سالم العبار”، والذي يهتم بالأدباء والكتاب الجدد، كنت وقتها أتلمس خطواتي الأولى في عالم الأدب، وكان اسمه يتكرر كثيراً، حتى جاءتني منه رسالة، وكان أول اتصال.

“عندما غادر الملك*” متابعة القراءة

عندما غادر الملك*

دفـتر الغـريب (المكابدات)

مقدمة:

تمثل تجربة الشاعر “جيلاني طربيشان” مفصلاً هاماً في تجربة الشعري الليبي، كونها تجربة نشأت مخلصة للشعر (كنص)، ولدي اعتقاد حد الإيمان، أن الشاعر “جيلاني طريبشان” عاش ليكتب قصيدة واحدة، وأن النصوص التي كتب، أنما صورٌ متعددة لهذا النص. أو لنقل إنها روافد لنهر واحد هي تجربة الشاعر/النص.

فالشاعر أنما يمارس النص كحياة أو الحياة كنص. والباحث في نصوص الشاعر يكتشف الذات الصارخة في نصوص الشاعر، والتي تستنطق الأشياء فيما حولها والتسرب فيها. وعلى العكس مما قد يُظن، فنصوص الشاعر غنية، وغناها في تنوع مصادرها. وهو تنوع يعكس قدرة الشاعر على الاستفادة من كل ما يتماس معه، وتحويل العادي (المعتاد، اليومي) إلى حالة شعرية، ومنح اللحظي فرصة الاستمرار في النص. لذا فهو يقتنص اللحظات، ويسجل في ذاكرته الدقائق والشوارد ويعيد إنتاجها في النص في لغة سهلة، تتسرب بسهولة للقارئ، من خلال مفردات النص التي لا تعتمد الغريب، إنما القريب جداً، إنه مفردات اليومي والعادي.

  “دفـتر الغـريب (المكابدات)” متابعة القراءة

دفـتر الغـريب (المكابدات)