في ذكرى شيخ الشعراء ..أحمد الشارف

الشاعر أحمد الشارف أرشيفية عن الشبكة
الشاعر أحمد الشارف
أرشيفية عن الشبكة

رضينا بحتف النفوس رضينا

ولم نرض أن يعرف الضيم فينا

ولم نرض بالعيش إلا عزيزاً

ولا نتقي الشر بل يتقينا

فما الحر إلا الذي مات حراً

ولم يرض بالعيش إلا أمينا

وما العز إلا لمن كان يفدي

ذماماً ويفني عليه الثمينا

وما الخزي والعار إلا لشخص

إلى وطن العز أضحى مهينا

 صاحب هذه الأبيات شاعر من أرومة الشعراء الكبار. شاعر وعالم، بدأ من زاوية الشيخ “عبدالسلام الأسمر” بمدينة زليتن، حيث درس الفقه المالكي، واللغة العربية في، ليشتغل بالتدريس في مسلاتة، ليترك التدريس ويلتحق بسلك القضاء الشرعي في تاورغاء لمدة خمس سنوات، وبالقراه بولي لمدة عشر سنوات. تولى الإفتاء بغريان، وعقب صلح بن بنيادم 1919 تولى القضاء بسرت. عين عضواً بالمحكمة العليا في طرابلس العام 1922، وشغل منصب رئيس المحكمة العليا في 1943. واليوم 11 أغسطس 2016، تصادف الذكرى الـ57 لوفاته. إنه الشاعر العالم “أحمد الشارف”، الذي كانت قصائده تلب النفوس، وتذكي الروح الوطنية، مما اضطر الطليان لسجنه بسبب مواقفه الوطنية من خلال ما ينشد من أشعار.

“في ذكرى شيخ الشعراء ..أحمد الشارف” متابعة القراءة

في ذكرى شيخ الشعراء ..أحمد الشارف

بورتريه.. ملك البهجة

زرقة

في أول مرة ألتقيه، كان صدامياً معي، ويبدو أني لم أقنعه كثيراً.

في اللقاء الثاني سحبني إلى ركن، ولم ينصحني كبقية الأدباء، إنما حاول أفهامي معنى الحياة، وكيف يمكنني أن أكتب نصاً مغايراً، وكيف لا أحفل بالجلاميد.

في المرات التي كنا نلتقي فيها، اكتشفت حجم متابعته، وأنه لا شاردة ولا واردة يمكنها أن تمر دون أن تخضع للتقييم، وحتى في المرة الوحيدة التي حاسبني فيها بشدة لكتابتي قراءة نقدية، له فيها وجهة نظر، كان كالأب أو كالمعلم الذي يريد لتلميذه التفوق.

ابتسامته، مدهشة.

عيناه عميقتان.

صوته محفز.

نصه مخاتل.

حركته تتكئ على التاريخ.

“بورتريه.. ملك البهجة” متابعة القراءة

بورتريه.. ملك البهجة

الـكلمة الـشرارة.. لحظات مهمة في الثقافة الليبية

غلاف_الكلمة الشرارة

 

عندما وجدته ضمن مجموعة كتب على الرصيف، لم أتردد في شرائه، خاصة وإن لهذا الكتاب حكاية، ملخصها؛ استشهاد أحد القامات الأدبية به، كونه في زمنه كان من أهم الكتب النقدية، وفي ذات اليوم الذي اقتنيته، جلست إليه وانتهيت منه، لأكتشف الكثير بداخله. وفي الأسطر التالية أتوقف عند بعض هذه المحطات.

أبطال الهاشمي

يفتتح الأستاذ “فوزي البشتي” كتابه (الكلمة – الشرارة: مقالات في الأدب) بقراءة في نتاج القاص “بشير الهاشمي”، متوقفاً عن ملمحٍ مهم؛ وهم أبطال قصصه. ليقول: (إن أبطال بشير الهاشمي في اعتقادي، ثوريون، بمعنى ‘نهم يعيشون حياتهم يترقبون لحظة الانفجار والتغيير، بالرغم ما قد يبدو للقارئ من سلبيتهم، وقناعتهم الدائمة ببؤسهم)1.

ويضيف: (لقد استطاع بشير الهاشمي أن يخلق أبطالاً حقيقيين، يلمس من خلالهم عمق الهوة بين ما تفرضه الحياة، والواقع من قسوة ومتاعب وما يوازي ذلك من الصمود والمقاومة والابتسام الدائم في وجه الأزمات)2.

في هذه القراءة، يقدم الناقد “البشتي” إحاطة عميقة وواعية بتجربة القاص “بشير الهاشمي” في الوقوف مع أبطاله، وعند أهم لحظاتهم، وما يستطيعون عمله وتحقيقه، بالدخول إلى عوالمهم، وكواليس حياتهم التي لا تظهر مباشرة في القصة. ولأننا هنا نعمر هذا الكتاب، فإن المجال لن يسمح لنا بالتوقف كثيراً في هذه المحطة الأولى رغم غناها.

“الـكلمة الـشرارة.. لحظات مهمة في الثقافة الليبية” متابعة القراءة

الـكلمة الـشرارة.. لحظات مهمة في الثقافة الليبية

أنقذوا مجلة العربي

مجلة العربي

لا أستطيع تحديد تاريخ بذاته لتحديد بداية علاقتي بمجلة العربي، وهل كان لقائي الأول بها مصادفة أو مدبراً. كل ما أعرفه، أن رابطاً ما ربطني بهذه المجلة، وظللت محافظاً عليه.

كانت مجلة العربي بالنسبة لي، المجلة رقم 1، فهي أكثر من مجلة شاملة، تقدم المعرفة والثقافة، ولا تختص بمجالٍ بعينه. عراقتها جعلت منها ركناً مهما في الثقافة العربية. فاستفدت منها كثيراً، وربطتني علاقة خاصة بكتابتها وملفاتها، خاصة تقاريرها المصورة، ومن الأمور التي جعلتها مميزة عندي، هو عدد شهر ديسمبر من كل عام، والذي كان يحوي على فهرس لما نشر من موضوعات خلال العام، فكان يسهل علي مهمة البحث، إذ كنت أحفظ هذا العدد في المكتبة، وأبقي المجلات في مكانها.

لم تتعرض عرقتنا لأي توتر إلا في ثلاث فترات؛ فترة وجودي ببريطانيا للدراسة، ومع هذا حاولت الحصول على الأعداد بشكلٍ منتظم، والثانية إبان الأحداث التي مرت بها ليبيا مع 17 فبراير حتى 23 أكتوبر من العام 2011. وما مرت به طرابلس من أحداث بداية من يوليو 2014.

كنت لا أتردد في اقتناء أي عدد قديم أجده، سواء في سوق الكتب المستعملة، أو أيٍ من مكتبات طرابلس. حتى وصل ما لدي من أعداد حوالي 300 عدد أو أكثر، أغلبها موجود في صناديق حيث أحفظها.

في اليومين الماضيين تم إطلاق هاشتاق #أنقذوا_مجلة_العربي في محاولة لدعم هذه المجلة في أزمتها، فما كان مني إلا الترويج لهذا الهاشتاق، ودعوة الأصدقاء للمشاركة والدعم.

أنقذوا مجلة العربي

هل تعرف بابلو نيرودا؟

الشاعر التشيلي بابلو نيرودا
الشاعر التشيلي بابلو نيرودا

كان مر على وجدوه بيننا حوالي العام، ودود ومبتسم بشكل دائم، في حال دخولك إليه وهو يجلس معنا، سوف لن تحرز جنسيته، ما لم يتحدث، لذا قمنا بتعليمه عبارات الترحيب، حتى أتقنها، فكان يصعب على من يلتقيه أن يكشف عجمته.

وفي حديث ودي، تطرقت إلى جمال أمريكا الجنوبية، وخصب البيئة جمالياً وثقافياً، والدليل ما قدمه أدب أمريكا الجنوبية، وهنا انتبه زميلي “مايورجا” سائلاً:

– ماذا تقصد؟

فذكرت له مجموعة من الروايات لكتاب أمريكا الجنوبية، فتوقنا عند بعضهم، خاصة “بويلو كوهيلو”، وكان في كل مرة يعلق على طريقة نطقي للأسماء، ويعيد نطقها أمامي بالنطق الصحيح، حتى وصلت إلى “بابلو نيرودا”، ليقفز:

– هل تعرف “بابلو نيرود”؟

بلهجته الإسبانية، مستغرباً.

فقلت له نعم، واجتهدت في ترجمة مقطع من محفوظاتي له باللغة الإنجليزية، فكنت فاشلاً بامتياز، فسحبني إلى داخل المكتب، وأدار جهاز الحاسوب خاصته، وعمد إلى أحد الملفات، وشرع يقرأ لي من أشعار “نيرودا” باللغة الإسبانية.

كنتُ أتذكّرك وروحي تضيق

بهذا الحزن الذي تعرفين.

أين كنتِ آنئذٍ؟

بين أيّ أناس؟

أيّة كلمات كنتِ تقولين؟

لماذا يداهمُني كل هذا الحب

عندما أشعر بالحزن، وأَشعرُ بكِ بعيدة؟”

“هل تعرف بابلو نيرودا؟” متابعة القراءة

هل تعرف بابلو نيرودا؟