إلى “أملي” ابنة الكاتب “جمعة بوكليب”
غدي/ أسميتَها المسافات
الليلُ يطلقُ الحلمَ أغنيةً (فتنا النخل والديس)*
بيتاً صغيراً/ هناك
يدفعُ القبلي ويحتفي بالمطر
حكايةً عن ذيلٍ مقطوعٍ، وسالفٍ يفرشُ البحر
ترتمي فيهِ
فيكشفكَ بياضُ ملحهِ/ : لن أعود ثانية
يبتسمُ الرضا، يهمِس: البحرُ شر، والحوريّاتُ يسكنَّ بالرجال القاع/ وأنتَ
أسلمت كلماتك، تركتَ لها الصدى
وغادرت.
في اليومِ الأول، شاكسك الفراشُ
لكنها امتلكتِ الحُلم
في اليوم الثاني تصالحتما
منحتهُ بعضَ السكينة ومنحكَ كوّةً للسفر
في العاشرِ، لم يعد من مصلحتهِ المنازعة
في الألفِ صارت علامةَ حلمكَ المسجلة/ ولم تغادر.
سأهبُكِ قلماً وعلبة ألوان
لتزيني حلمَ الغريب
الساكن أسفل النهر/ هنا
الأسيرُ، وحيداً يطبعُ همه على شوارعِ مدينة الضباب خطوةً خطوة
استعنتَ بالسجائرِ والمحطات/ كتبت
علقتَ صوركَ الحدِيثة
سرتَ من اليسارِ إلى اليمين/ أدمنتَ التعب.
في القلبِ رائحةُ القرنفل
في الدمِ مذاقُ الملح
والذاكرةُ تأرجحُ عقداً من فلٍ، وأغنيةٍ عن منديل
غادرتَ، ولم تغادِركْ.
نيوكاسل: 17.09.2008
_______________________
* فتـنا النخل والديس: أغنية للفنان “سلام قدري”.