طبول الحرب

طبول الحرب

 

1

في انتظارِ الحرب؛

سأحدثُ ابنيّ عن جمالِ البلاد

وأسطورةِ الشعبِ الطيّب

خدعةُ أن ليبيا تقرأُ من الجهتين.

*

في انتظارِ الرصاص؛

سأطلبُ منهم أن يبقوا النوافذَ على اتِساعِها

مشرعةً وبلا ستائِر، ليمرَق دونَ خجل.

*

في انتظارِ القذائِف؛

سأطلبُ من السقفِ أن يكونَ رحِيماً

ليتركَ لنا فرصةً أخيرةً، للحُلم.

***


 

2

درسُ التجميلِ لن يُخفي بشاعتَك

وصوتكِ المسروقُ، لن يطرحَ قلبي أرضاً،

ولا غناؤُك يُفلح.

*

لا يهُمُها؛ مَن؟ وكَم؟

ما يعنيها بالضرورةِ،

كيفَ يمكنُ لنَارِها أن تَستمر؟

*

حبٌ، وبحرُ شوق

ربٌ، وحبرُ دعاء

حرٌ، ورحبُ نسيم

برٌ، وربحُ مسافة.

 

تَبقِين حرباً مَهمَا تلوَّنت.

***

 

 

3

إلى: دوشكة الحربي

عِندما يفتحُ الصباحُ نافذتهْ

ولا يَجدُ جَبينكِ مُشرقاً، ظَاناً أنك –مَا زلتِ- نائِمة

سَيكتشفُ أنّهم عن قصدٍ،

فتحوا للظلامِ باباً.

*

 

إلى: سفيان بن سعود* وسامي الكوافي

وجهكَ مرسومٌ بابتسامةِ طفل

وعلى الطريقِ توزعُ أمنياتٍ بغدٍ جديد

وفي البيتِ قلبٌ ينتَظر

ومازال.

__________________

المدون “سفيان بن سعود” والناشط “سامي الكوافي” اغتيلا في بنغازي بتاريخ 19/9/2014.

*

 

إلى: أطفال بنغازي

السماءُ لم تخْذلْكُم،

مازالت مساحةً للحلمِ والأمنيات،

وهُمْ

بأنانيةٍ يمارِسونَ لَعِبَهُمِ القاتِل.

***


 

4

في انتظارِ معركةٍ قادمة،

قد تكونُ عندَ بابِ البيت،

أو في نهايةِ الطريقِ

سَأضمُّ صِغاري كلَّ مساء،

أحْكي عن السُّلطانِ الحزينِ، والفارسِ الشُّجاع

عن عوالمٍ من ألوانٍ، ومدائنٍ من سكرٍ ووُرود

عن أطفالٍ لا يعرفونَ الحُزنَ، وعصافيرٍ لا تملُّ الغِناء،

عن أميرةٍ وأقزام

بحارٌ وعَمالِقة

جزرٌ مجهولةٌ وكُنوز

صحارىَ ووَاحَات

مركباتٌ ومجرَّات.

 

سأُعلّمهم كيفَ يبتسِمونَ للرصاص

وكيفَ يُزيحونَ صوتَ القتالِ بغِنائِهم.

 

وعِندما ينزلُ النَّوم،

سأطلبُ منهُ التَّمهلَ حتىَ تَنتهي الحِكاية،

وأن يفتحَ بابَ الحُلم،

وألا يكونَ بَخيلاً.

طرابلس: 23-7-2015

 ***


 

5

لماذا تَستعجلونَ الذّهاب؟

مازالَ في الفنجانِ رواية،

وفي الكوبِ جَدَل.

***

 

 

6

إيُّها الراحِلون،

لا تتركُوني وحَيداً

سيَصلِيني الشوقُ قبلَ أن ألحقَ بِكم.

***

 

 

7

لم يعُد في القلبِ متسعٌ لحُلم.

 

_________________________

نشر بالعدد الخامس من مجلة

رسائل الشعر

طبول الحرب

تعليق واحد على “طبول الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *