محاولة ناجحة للخروج

A Person Standing Alone on Country Road (https://www.pexels.com/)
A Person Standing Alone on Country Road (https://www.pexels.com/)

تركت المكان، وتركت كل شيء خلفي، ومضيت دون أن ألتفت، عاندت الرغبة الملحة، كسرت يد القلب المحاولة دفعي للتلفت، وانطلقت.

انطلقت، وكلي رغبة في ألا أتوقف، حتى أصل، إلى أين؟ لم تعنني الإجابة! فلن تغير محطة الوصول شيئاً! فالأهم هو الخروج من هذه الدائرة، والمضي دون أن تتأخر قدمي في حركتيهما، وتعانقان الطريق.

الطريق، تعشق الأقدام التي تدب عليها، لا تريدها ثابتة، فهي تعيش في الحركة، وما سُيمت طريقاً إلا لطرقها، وأعرف إن الطريق تعشق من يطرقها ويزرع خطواته عليها ويأخذها وجهة وسبيلاً، لذا فإن الطريق امتدت واستقامت وتغنجت وتدللت!

فأسرت خطواته التي استمرت تطرقها، وتطرقها، دون توقف!

طرابلس: 13 يونيو 2023م.

محاولة ناجحة للخروج

من حكايات رُوز*

 من أعمال التشكيلي وليد المصري.

من أعمال التشكيلي وليد المصري. 

حكاية 01

كالعادة، تخلع حذاءها لتبدأ الدرس. تجمع الكتاب إليها، تلعن الوقت، تضبطني متلبساً بالنظر / تبتسم. جوربها الملون يرسم أصابعها الدقيقة، وخمس بتلات في لون اسمها. ربما الصدفة، لكنها للمردة الثانية تضبطني متلبساً / تبتسم.

* * *

: ممل !!!

* * *

ترفع ساقها قليلاً، تسحب القلم إلى فمها. يبدأ الدرس.

: أيها الثعالب !!!

لا وقت للهزل، والتراجع لا يفيد.

“من حكايات رُوز*” متابعة القراءة

من حكايات رُوز*

محاولة انتحار رابعة

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

– عندما لا نجد ما نبحث عنه داخلنا، نبحثُ عنه خارجنا!! خارج دوائرنا!!!

– نتيجة، أم فلسفة؟

– محاولة!! لفهم ما يدور في داخلي، وما أنا مقدمٌ عليه.

– وما الذي يدور، تستعد له؟

– لا يمكنني وصف ما يحدث!! شيء يجعلني أعيد التفكير في كل ما حولي، وأنتحي بنفسي عن زحمة الحضور، ومشاركتهم.

– ….؟

– فجأة وجدت نفسي موصولاً بعديد الخيوط، وكأني واقعٌ في شبكة، ولمع في رأسي سؤال: كيف اتصلت بكل هذه الخيوط؟ كيف تشّكلت، أوتشكلتُ بها؟

– إنها الحياة يا صديقي.

– نعم هي الحياة، ولا يعني بالضرورة أن تكون الحياة هذه الخيوط، وهذه الشبكة التي تحبسك!! الحياة أنت، أنت الجوهر.

– ومع هذا…

– ومع هذا، بدأت في مراجعة شبكتي، خيطاً خيطاً!

“محاولة انتحار رابعة” متابعة القراءة

محاولة انتحار رابعة

الهروب الكبير

 

لوحة (الهروب من الواقع) للرسام “ميشيل تير”.
الصورة: عن الشبكة.

– أمازلت تفكر في الانتحار؟

– ……!!!

– ومازلت تفكر في طريقة مختلفة لتنفيذ انتحارك؟

– نعم. لكن يبدو إن فلسفتي لقراءة هذه الرغبة تغيرت، أو لنقل تم تحديثها.

– كيف؟

– أقول لك. ما هو تعريف الانتحار؟

– …..!!!؟

– بعيداً عن التعريفات اللغوية والاصطلاحية، لقد رأيت إن الانتحار هو عملية انتقال من واقع إلى واقع. من واقع لا تستطيعه، ولاتستطيع الاستمرار فيه، إلى واقع لا تعرفه، لكن في يقينك أنه أفضل، ومريح، وعملية الانتقال هذه، هي نتيجة للخوف من المواجهة، والنتيجة، إن الانتحار كعملية انتقال، هو في الحقيقة هروب.

“الهروب الكبير” متابعة القراءة

الهروب الكبير

انتحار

عن الشبكة

 

  • نعم أفكر في الانتحار، وما يؤخرني حتى اللحظة عن التنفيذ، هو رغبتي في أن يكون انتحاري مختلفاً، وغير اعتيادي، بحيث تظل الذاكرة تسترجعه، قبل أن يتحول إلى أيقونة، وحكاية يتوارثها الأجيال.
  • !!!
  • لا. لا أريد لانتحاري أن يكون علنياً، سأكون وحيداً.
  • !!!
  • نعم، وحدي وفي طقس احتفالي خاص؛ سأنتحر. فروحي التي ظلت تهيم كل هذا العمر، وحيدة، ومهملة، يحق لها أن تنتهي كما بدأت، في احتفال بسيط، لكنه عميق الأثر.
  • !!!
  • لن يكون هناك الكثير من البهرجة، فهي لا تفيد، ولا أطيقها. فقط أنا وبعض الصور، والقليل من اللون الأبيض، وقطرات من اللون الأزرق، وربما قطرة أو اثنتين من اللون الأصفر.
  • ولا أكثر.
  • فما أسعى إليه، أكبر من مجرد انتحار ملون. ولا أحب البهرجة، ولا الصخب، عشتُ غير مرأي لأكثر من أربعين عاماً، هكذا أريد أن أنتهي. غير مرأي، ليكون لي الخلود من بعد.
  • !!!
  • حكاية غير التي تروى ليوم، أو شهر، وتنتهي. أريد أن أظل حياً دائماً. لذا فإني مازلتُ أبحث عن انتحاري المختلف، والقادر على إبهاري، قبل خلودي فيكم.
  • نعم، حياً في الذاكرة إلى ألف ألف جيل، لا أريد لقصتي أن تنتهي، أريد لها أن تحيا، وتكبر، فلقد تركت الكثير من المفاتيح للدخول لها، وتركت كل النوافذ مشرعة لمن أردا التسلل، كما إني لم أنسى أن أخصص جزأ للسيدات اللواتي ربما يرغبن في المشاركة، عن طريق مدخل خاص بهن.
  • آه، أيضاً للأطفال مكانهم الخاص، حيث الكثير من الألعاب، والأوراق والألوان، وقد تركت الحوائط بيضاء، لمن يحب الخربشة.
  • ؟
  • قلت لك، أريده انتحاراً مختلفاً.
  • انتحاراً مميزاً.
  • لذا تراني أعمل بجد، وأظل أفكر، وأفكر، حتى أحقق هذه الغاية.
  • …………
  • لم أحدد موعداً بعد، حتى أصل وأتحقق مما أريد.
  • …………
  • ربما.
  • ………….
  • لا، لا مفاجآت. سأرتب لكل شيء.
  • ………….
  • لا، لن أعلم أحداً، سيكون الأمر سهلاً بهذا الشكل. أعول على مشهد الاكتشاف كجزء من الرواية.
  • ……….
  • نعم، وليس بالأمر العسير.
  • لكني أريد لهذه المشهد ألا تتفق فيه الروايات، فهو مفتاح التأويل لباقي الحكاية.
  • ……….
  • لا، لن أخبرك.

 

القاهرة: 30-01-2017.

 

 

انتحار