لم أحاول أن أمد يدي.
اكتفيت بمراقبتهِ وهو ينغمسُ في هدوء. ليختفي ثم لتغطي بقعةٌ زرقاء المساحةَ حولهْ. كنت وصلتُ للتو، لم يكن ما يؤخرني غيرَ تلك الفكرة المجنونة، أن أفرغَ حاجتي لحظة أن جاءني الهاتف عند ذروة السُّمو.
اكتفيت بالمراقبةِ، بينما أسحبُ الخيطَ السّحابي الأبيض إلى صدري في بطئٍ متعمد. ومتعمداً عدلتُ جلستي حتى يمكنني الاستمتاعُ أكثرَ، وهو يُسرعُ في إطلاقِ كلماتهِ، صارخاً.
اكتفيت من المشهد، بمكاني المُرتفع، وقدرتي على منحِ نفسي الفرصة في عدِّ من تحلَّق حولَ البقعةِ الداكنة، وإغراق المحيط بهمهمة، وضجيجٍ متخالف الإيقاع.
اكتفيتُ بمتابعتهم، وهم ينفضون، ويتركون البقعة الزرقاء، الباهتة الآن، تتسع أكثر. شيء واحد فقط أحزنني في هذا المشهد، وجعلني أحس بعجزي. سقوطُ شبشبي، ومراقبتي له وهو يتبعُ موجة زرقاء باهتة باتجاه الأفق.
طرابلس: 02/05/2013
تدهشني دائماً بما تستطيعه في النص