2016.. بين القراءة، وفائدة الذهاب للمصرف

1

مر عام 2016 سريعاً!!، قد يكون القول مكرراً، أو مكروراً، وربما عبرت به عن سرعة مرور الأيام، تعليقاً على السنة الماضية، أو سنوات مرت. لكن ربما لخصوصية هذه السنة، بما مر فيها من ظروف تمنيت بشكل حقيقي أن تغادر سريعاً.

فكأن الله استجاب دعواتنا؟

سنة 2016 لم تكن سنة اعتيادية، فهي على خلاف ما كان، كان المفترض أن تكون عام الاستقرار، وبداية انطلاق ليبيا الجديدة. لكن التجاذبات السياسية، والحراك المصاحب لها واقعاً، كان له الأثر السلبي على حياة المواطن الليبي، والتي مست أمنه وقوته.

2

في كل يوم، كانت الهوة تزداد، والمسافة تزداد، بين المواطن والنخب السياسية، وأن هذه المسافة تتناسب عكسياً مع شعور المواطن بتوفر حاجاته. للدرجة التي صار الوصول فيها للأساسيات صعباً، ناهيك عن الضروريات التي تنال بشق الأنفس.

أكبر ما يعانيه المواطن الليبي، نقص السيولة!!!، التي أثر غيابها في كل مناحي الحياة، وأضعف الكثير من المؤسسات، وجعلها قاصرة عن تقديم ما يلزم، حد الوصول لحال اللا جدوى.

3

هذا الأزمة، أربكت المواطن، في ظل غياب الحلول، والاكتفاء بالوعود، ثم الوعود، دون اتخاذ خطوات حقيقية.

كمواطن ليبي، تأثرت بهذه الأزمة، على جميع الأصعدة، بداية من عدم القدرة على سحب مرتبي من المصرف، إلى عدم قدرتي على تلبية احتياجات أسرتي، ناهيك عن دفع الأقساط المدرسية.

وأسوأ ما جرته علي أزمة نقص السيولة، لذة اقتناء الكتب، فبالكاد اشتريت بعض الكتب، ربما 5 كتب بداية العام، لكني خلال الفترة من شهر فبراير، وحتى اللحظة، لم أقم بشراء أي كتاب. ويدخل في هذا البند، المجلات وغيرها من الأدوات المكتبية.

2016، سنة تقشف ثقافي فيما يخص الكتاب، اقتناءً، فمع شح السيولة، وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، أو السوداء كما هو الدارج، صار ثمن الكتاب رقم يحسب له ألف حساب، ويراجع أمره، ويدرس، ويقيم ويعاد تقييمه، في مقابل احتياجات الأسرة.

4

وبالرغم من حلي لمشكلة القراءة، بالاعتماد على الكتب الالكترونية، بتحميلها من الشبكة. إلا أن 2016 لم تعينني في كسر رقمي في عدد الكتب المقروءة خلال عام.

ففي هذا العام انتهيت من قراءة 25 كتاباً، ولله الحمد والمنة، بدأتها برواية (مهر الصياح)، وأكاد أنتهي من (عشت سعيداً من الدراجة للطائرة).

قد يكون الرقم جيداً، 25 كتاباً، وهو رقم لم أصله منذ فترة، إلا أني في سنوات مضت كنت أتجاوزه، بمراحل.

الـ25 كتاباً، كانت بين الورقي والالكتروني؛ فعدد الكتب الورقية التي قرأتها، كان 9 كتب، وكانت في معظمها روايات، وكانت أفضل ثلاث روايات فيها: ساق البامبو، مهر الصياح، الفتى المتيم والمعلم. أما أمتع الكتب وأطرفها، كتاب (ترياق للثعابين).

بقية الكتب، الـ16، فهي كتب إلكترونية، تنوعت وتشكلت، وكان للرواية فيها السهم الأوفر، وفيها أختار ثلاث روايات، هي: فتاة القطار، سمراويت، عدوس السري 1. أما أطرف الكتب في هذه المجموعة، فهي: أسرار طرابلس، وقصص تويترية. كما إن المميز في هذه المجموعة، 4 كتب وهي سير ذاتية: أنا ملالا، أن تقرأ لوليتا في طهران، الطريق الطويل، عشت سعيداً من الدراجة للطائرة.

5

بالرغم من عدم ذهابي المستمر للوقوف والاصطفاف أما المصرف، إلا أن مرّاتي القليلة التي زرته فيها، ومشاركة الآخرين محنة الانتظار، والأمل، وجدت أن لهذا الأمر فوائد:

أولها، تفريع شحنتك من الغضب، وتسريب بعضاً من طاقته السلبية.

ثانيها، حمد الله وشكره على نعمته وفضله، فـ(اللي يسمع مصيبة الغير، تهون عليه مصيبته).

ثالثها، قصص الآخرين، وشكواهم مادة جيدة للكتابة. وفرصة لتسريب بعض الإيجابية.

رابعها، التعارف والتواصل.

خامسها، فرصة للقراءة والمطالعة.

سادسها، تمكنت من إكمال جميع مستويات تطبيق (وصلة) و(رشفة) للكلمات المتقاطعة.

سابعها، يقيني بأن المواطن الليبي، بسيط، وحالم.

________________

مهر الصياح – أمير تاج السر.

عشت سعيداً من الدراجة للطائرة – الكابتن: عبد الله بن عبد الكريم السعدون.

ساق البامبو – سعد السنعوسي.

الفتى المتيم والمعلم – أليف شافاك (مترجمة).

ترياق للثعابين – ترجمة: جمعة أبوكليب.

فتاة القطار – بولا هوكينز (مترجمة).

سمراويت – حجي جابر.

عدوس السري 1 – إبراهيم الكوني.

أسرار طرابلس – مابل لومس تود (مترجم).

وقصص تويترية – مجموعة قصص نشرت كتغريدات ضمن مسابقة.

أنا ملالا – ملالا يوسفزاي.

أن تقرأ لوليتا في طهران – آذار نفيسي (مترجم).

الطريق الطويل – إشمائيل بيه (مترجم).

________________

نشر بموقع إيوان ليبيا

2016.. بين القراءة، وفائدة الذهاب للمصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *