فـاشـل

من أعمال أندرو سالجادو

1

– أنت فاشل!!

قالت جملتها، خاتمة حديثاً مشحوناً، كالعادة، تولت فيه دفة الحديث، واكتفيت بالاستماع!!

2

حالما غادَرَت، تناولت هاتفي؛ فتحت تطبيق (جوجل كيب)، توجها إلى تبويب (شخصي) في الأرشيف، وفتحت الملاحظة المعنونة (صفاتي)؛ وكنت قد منحتها اللون الرمادي!

في أسفل القائمة أضفت: فاشل!

وقلت:

– شكراً جوجل!!

3

قبل أن أقفل الملاحظة الرمادية؛ سحبتها للأسفل حتى أقف عند أول القائمة، ربما أردت إعادة استذكارها، وربما لحاجة في نفس يعقوب؛ هو نفسه لا يعرفها!!

4

سلبي!!

أتذكر هذه الحوار جيداً، وكيف هبت الريح فجأة لتدفع بقاربنا إلى حافة صخرية، جعلتنا نصطدم، ونقع في أسرها، ولأني لم أكن كما توقعت! صرت سلبياً.

5

نزلت خطوتين؛ مريض!

ابتسمت؛ لأن الحوار يومها كان غرائبياً، ومحملاً بالدلالات، وخرج بالقطار عن سكته، إلى مسار لا أعرف نهايته، ولخوفي وعادتي المزمنة في حساب كل شيء وإخضاعي له للمنطق، صرت مريضاً.

6

أعدت قراءة القائمة حتى وصلت آخر تحديث: فاشل!!

لحظة صمت، لا تَفَكّر فيها، فقط صمت لا هدف له، ربما، بل هو محاولة للهروب.

خرجت من الملاحظة، فتحت ملاحظة جديدة، كتبت في أولها فاشل، نزلت خطوة؛ وبدأت الكتابة، وها أنا هنا الآن.

7

قبل خروجي، حددت اللون الأصفر للملاحظة، وتبويب (نصوص). أقفلت تطبيق (جوجل كيب):

– شكراً جوجل.. مرة ثانية!!!

وضعت الهاتف جانباً، وانطلقت!!!

طرابلس: 12 يونيو 2020م

فـاشـل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *