في حياة كل منا نقطة تحول، كان لها أثرها الكبير والقوي، والذي قد يستمر طوال الحياة. لذا من المهم الوعي بهذه النقطة، والأهم إدراك كيف حدثت!!! أو من كان السبب!!!
فهو من باب إدراك الإنسان بنفسه، وبالمفاصل المهمة في حياته، وقياس أثر التحولات المهمة في حياة كل منها، في محاولة للوصول إلى حالة من الاستقرار النفسي.
2
والآن، تخيل أنك تحت تأثير برنامج تلفزيوني، بدأت رحلة البحث عن نقطة تحولك، النقطة التي غيرت مسارك الاجتماعي أو المهني أو الحياتي بشكل عام.
تبحث؛ لكنك لا تصل، تبحث وتبحث، وتجتهد في البحث ولا تصل لمبتغاك، حتى تقف على عتبة القنوط.
سرني كثيراً دعوة زوجتي لتكون ضيفة على برنامج (أفاضل وفضليات) الذي يعده ويقدمه الإعلامي والمصور الفوتوغرافي “أحمد الترهوني”، للحديث عن إحدى الرائدات الليبيات، والتي ساهمت وقدمت الكثير للمرأة والطفل في ليبيا، السيدة الفاضلة “خديجة الجهمي” أو “ماما خديجة” أو “بنت الوطن” التي تعددت مسمياتها بتعدد أدوارها، فكانت المعلمة والمربية والمذيعة والرائدة في العمل النسوي، والصحافية التي بدأت الصحافة الموجهة للمرأة والطفل، والشاعرة التي كتب الشعر الشعبي والغنائي، وتغنى بكلماتها كبار مطربي ليبيا. كان اللقاء بمناسبة مرور 25 سنة على وفاة الرائدة (خديجة الجهمي) التي كانت في 11 أغسطس 1996، بمدينة طرابلس، بعد رحلة زاخرة بالعطاء.
قراءة في رواية (أراك في كل مكان) للكاتب محمد التليسي
رامز رمضان النويصري
الرواية الشابة
من فترة، بدأت بكتابة موضوع حول الرواية الليبية الشابة، أو الرواية التي يكتبها الشباب، والذي ظهر إنتاجهم الروائي فجأة وبقوة، واستطاع بعضهم أن يجد لنفسه مكاناً على الخارطة الأدبية محلياً وعربياً سواء من خلال النشر والتوزيع خارج ليبيا، أو من خلال الفوز بجوائز عربية وعالمية. وهنا كانت الشبكة (الشابكة)، ومنصات التواصل الاجتماعي هي الوسيلة للاتصال والتواصل.
بدأت ولم أكمل! الأسباب كثيرة، أولها وآخرها الانشغال، وقلة ذات الوقت. خاصة وإني قرأت الكثير من هذا النتاج الروائي الشاب، سواء ككتب منشورة، أو من خلال مخطوطات ما قبل النشر. وأزعم أنه قد تكونت لدي فكرة عامة عن هذا المنتج الإبداعي، فكراً وثقافة، وإبداعاً!
وهنا أستطيع القول إن ما يميز هذه الكتابات، شجاعة كتاباها في خوض هذه التجربة، وخروجهم عن دائرة المحلية، والتواصل عربياً وعالمياً، بمساعدة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، رؤيتهم المختلفة وتجاربهم الاجتماعية المغايرة عما عشناه، والأهم مناقشتهم من خلال أعمالهم الروائية عديد الموضوعات الجريئة والقوية، على جميع المستويات، وفي ظني إن 17 فبراير استطاعت أن تكون نقطة انطلاق الكثير من الأدباء الشباب، فالكثير من الممنوعات سقطت في مناخ الحرية والدعوة للتحرر من قيود الماضي، والرقابة على النشر، وإن كانت مستمرة، وكان أن وجد هؤلاء الكتاب الشباب أنفسهم أمام مجموعة كبيرة من الأسئلة، ومناخ يشجع على البحث عن الأجوبة، وهذا يذكرني، ببداياتنا ككتاب شباب كانت الكثير من أسئلتنا تعود خائبة.
كما تكشف هذه الأعمال الشابة عن اتصال أوثق بالواقع المعاش، والأرض أكثر، بل إن بعضها ينبش في التاريخ، ويستخرج منها القصص والأحداث، بإعادة اكتشافها أو أعادة إنتاجها في شكل سردي.
أنا وبشكل شخصي، أحب شعر رامز النويصري ويعجبني جداً، قرأت وأقرأ كل قصائده (تقريباً)، وكثيراً من هذه القصائد، أعيد قراءتها أكثر من مرة وبلا ملل، ونالت بعض نصوصه الشعرية نصيباً مهماً، في كتابي قراءات في نصوص ليبية.
وربما من المفيد الإشارة، إلى أنني سبق وشرعت في كتابة هذه القراءة النفسية المتواضعة، لبعض أو لنموذج من أشعار الشاعر رامز النويصري منذ عام 2014م، ولظروف ما توقفت عن مواصلة الكتابة، ثم وبسبب قاهر اختفى من حاسوبي بشكل كامل كل ما أنجزته من هذه القراءة، فيما بقيت فكرة استكمال هذه القراءة وإعادة كتابتها تلوح من حين لآخر، فالقراءة مكتملة في ذهني، لكنها خضعت للتأجيل لأسباب مختلفة أيضا، لذا ألتمس العذر لأي خلل أو قصور..
ويهمني أن يعرف القارئ أن هذه المقالة ليست نقدية، لكنها انطباعات عن نصوص وقصائد للشاعر، أعجبت بها وأحببتها وتفاعلت معها فكتبت عنها. وعلى اعتبار أن النص الشعري بشكل عام- يصبح بعد نشره تركة مشروعة وملكاً للقارئ يحق له أن يفسره كيفما يريد، ويستلهم منه ويكتب عنه كيفما يشاء..