بـــدايـــة كسولة

طـرابـلـس 1

كسولةٌ هي. الساعة الـ09:30 صباحاً، طرابلس لا زالت نائمة على غير العادة، وحده عمي “رجب”1 يظل محافظاً على توقيته، وبعدَ المرورِ به، أطلق لقدمي الحرية في التجول والانطلاق في شوارع المدينة، بداية من شارع (امحمد المقريف) حتى أصل (ميدان الشهداء/الساحة الخضراء)، أنعطف يميناً، باتجاه (الكورنيش) القديم، أتكئ على السور، أحاول تذكره كيف كان من خلال الصور الكثيرة التي كان والدي يلتقطها لنا، أحاول ويصعب علي. أستمر، أقف أمام بوابة (متحف السرايا الحمراء)، تعودُ الذاكرة بي لحظة كنا نعبره لنستقل حافلة العودة لحينا (بن عاشور) صحبة ابن عمتي. وأستمر، أدخل السوق ماراً من أمام جامع (أحمد باشا)، لا أحد هناك، انتهي حتى (برج الساعة) وأقفل راجعاً.

“بـــدايـــة كسولة” متابعة القراءة

بـــدايـــة كسولة

شاعر ليبي: أتوقع ظهور جيل الفبرايريين الأدبي

رامز رمضان النويصري يراهن على ظهور أدب

يتجاوز التمحور حول الذات في البحث عن أبعاد مستقبلية جديدة.

محمد الأصفر

رامز رمضان النويصري

ستة شهور والإبداع الليبي يمشي أعرج. تنقصه مشاركة المبدعين في المدن التي يسيطر عليها العقيد القذافي وخاصة طرابلس، حيث تتركز معظم الأسماء الإبداعية المهمة من مختلف الأجيال. قلة منهم اخترقوا حصار النظام لهم وغادروا إلى تونس ومنها إلى بنغازي أو مصراتة أو القاهرة مثل الروائي أحمد إبراهيم الفقيه والكاتب محمد المغبوب والأنطلوجي عبدالله مليطان والصحفي الهادي القرقوطي والفنان التشكيلي علي العباني وغيرهم حتى ننصف من نسيناه أو لا نعلم بسفره، ومنهم من فضل البقاء قريبا في تونس كالصحفي جلال عثمان والكاتبة رزان نعيم المغربي والكاتب بشير زعبية وغيرهم، ومنهم من فضل البقاء في طرابلس والاختفاء عن الأنظار مشاركا في الثورة بطريقته الخاصة سواء بالمشاركة في العمليات مع ثوار طرابلس أو بالصمت والسلبية تجاه مناشط النظام المقامة لنصرته ودعمه كالشعراء خالد درويش وحسام الوحيشي وعبدالرزاق الماعزي وغيرهم من الأصدقاء الذين نعرف بقلوبنا ومن خلال كتاباتهم السابقة أنهم مع الحرية ومع الثورة ومع الحب.

  “شاعر ليبي: أتوقع ظهور جيل الفبرايريين الأدبي” متابعة القراءة

شاعر ليبي: أتوقع ظهور جيل الفبرايريين الأدبي

في النفسِ شيءٌ من حتى

من أعمال الفنان أحمد زبيدة

يتوقف. أصعد.

نسيت أن آخذ صحيفة المترو لهذا اليوم، فقد دخلت المحطة راكضاً ولم أتوقف، وحده المترو الذي لا يتأخر عن مواعيده، إلا فيما ندر، والـ07:04 صباحاً تأخذني للمطار، ولا أريد اللحاق في المترو التالي لأن الازدحام يكون شديداً، وأكون مضطراً للوقوف طيلة الرحلة.

هذه عادتي كل صباح، الكل من حوي غارق. سنة مرّت، عرفتُ فيها الكثير من الوجوه، وصادقت الكثير منها. أعرفُ مثلاً أن السيدة الممتلئة، التي تجلس إلى ذات الكرسي في الركن –يومياً-، وتشغل نفسها بالقراءة، لا ترفع رأسها عن الكتاب إلا قبل وصولها إلى محطة (الكنجستون بارك). أما السيدة ذات الشعر الداكن، القصير، التي تعلق بصرها إلى النافذة، تنـزل إلى محطة (الريجن سنتر)، الغريب مع هذه السيدة، أنه كلما صعد مفتشو المترو، وتفحصوا بطاقة صعودها وجدوها منتهية، وهي دائماً تقول:

“في النفسِ شيءٌ من حتى” متابعة القراءة

في النفسِ شيءٌ من حتى

أتسللُ، أراوغُ الحلمَ عن مشهد..

“حتى وأنتِ قريبةً، يروقني أن أحلمَ بك..”

من اعمال الفنان التشكيلي مرعي التليسي

1

جملةٌ واحدةٌ لنقطعَ الوقتَ، ونعيدُ على مهلٍ ترتيبَ الطريق،

دسَّ المسراتِ في شجيرةِ الحبقِ أسفلَ النافذةْ

أو/

شدُّ وثاقَ الكلماتِ إلى دائرةِ النهار، ومحوُ آثار الحفرِ على حافةِ السَّمْت

أو/

الجهرُ بالوْصل

العدوُ حتى نهايةُ السينِ/ نَفَس

ولا أقدِر،

أسحبُ الدربَ ليمرَّ الركبَ قريباً من وشاحكِ الزهريُّ، حيثُ تنامُ وردةٌ خدّكِ

أُحركُ الغصنَ لترحلَ فراشةٌ سكنتْ،

لا شيء يمكنهُ الوقوفُ عند بابكِ دونَ النّظر

لا صورةٌ يمكنُها الحفاظُ على ألوانهاَ خارجَ عينيكْ

لا النهارُ يستمرُّ دونَ ابتسامتكِ/ ولا أنا.

“أتسللُ، أراوغُ الحلمَ عن مشهد..” متابعة القراءة

أتسللُ، أراوغُ الحلمَ عن مشهد..

الناقد مكان شاغر والثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ

حوار مع الشاعر رامز النويصري

النثر هو الصورة الأكثر قدرة على التطور والمواكبة

وحدها الذائقة من تفرض على الإبداع صوره الجديدة

اليومي يخرج النص من دائرة النمطية

 

أجرى الحوار: علي الربيعي

 

 

كيف تقرأ هضم الثقافة الليبية لأفكار ونتاج الآخر دون أدنى معارضة لها كما حدث مع قصيدة النثر ومن قبلها التفعيلة عند ظهورها في عشرية الستينيات من القرن المنصرم ؟

– بداية، قد أكون كتبت في هذا الموضوع كثيراً وعلقت عليه في أكثر من اشتغال. لكن تظل هذه الحقيقة، مفسرة للكثير من إشكالات الثقافة الليبية والإبداع الليبي. فالثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ، والتلميذ عادة ما يُبهر بأستاذة ويقلده ويأخذ منه، وحتى في تفوق التلميذ يظل للأستاذ مكانة لا يمكن المساس بها أو مغالطتها، والتلميذ لا يكف ينهل من أستاذه ويخلص له. وهكذا نشأت الثقافة الليبية، تربت على الشرق، خاصة وإن ليبيا تعرضت لظرف تاريخي أثر فيها وحال دون استمرارها، فتوالي الحضارات في أشكالها الاستعمارية وصولاً إلى الاستعمار الإيطالي فرض حالة من الفراغ الثقافي، فنظر هذا المجتمع من حوله فلم يجد من ملجأ إلا النظر خارج دائرته.

“الناقد مكان شاغر والثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ” متابعة القراءة

الناقد مكان شاغر والثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ