إلى: شمس

مرورٌ عابر
حكايةٌ قديمة
وجوهٌ ضاعَ الكثيرُ من ملامِحها
أصابعٌ ارتبكت
شفاهٌ همستْ، ولم تلتقْ
عيون
حضور
توهج
اشتعال.
في أشعارها تنبض الأحلام، وتتشكل مشاهد رومانسية. ورغم قصر تجربتها الشعرية، إلا إنها رسمت لنفسها نصاً خاصاً يحتشد عاطفة، ويتشكل عذوبة ورقة.
سقيتك الحب عذباً من مناهله
لا أطلبن نظير الحب أثمانا
هذي المدامعُ فاضت ملؤها فشل
فالجهل مأكلنا والظلم سقيانا
عندما سمعت باسمها للمرة الأولى، واستفسرت عنها، علق أحد الأدباء، إنه لو أمد الله في عمرها، لكانت علامة مهمة في الشعر الليبي، خاصة بين الشاعرات الليبيات. وبراغم من قلة المصادر المتوفرة، لقراءة نصوصها، وعدم وجود مجموعة شعرية مطبوعة لها، فإن ما طالعته لها يكشف عن موهبة حقيقية، لشاعرة طواها النسيان، وهي التي تركت دنيانا الفانية في الـ31 من عمرها.
1
كيف عرفت الشعر
وأدخلني محرابه؟
في عينيك رأيت طفولته وشبابه
واستفتحت فكانت بسمتك اللا توصف
-إلا في حلمٍ لي- بابه..
كان (فندق الصفوة) ملتقانا شبه اليومي، الذي يجمعنا به. كان اللقاء في كل مرة مختلفاً، نقترح مواضيع للنقاش، نلقي نصوصنا، نتلقى الملاحظات، وهكذا. وعندما كنت أطلب الإذن للمغادرة، باكراً كالعادة، يودعني وهو يبتسم، بجملة صرنا نحفظها عن ظهر قلب.
ما كان يعجبني فيه، أنه لا يجامل في الأدب، فإن كان نصك لا يستحق الاحتفاء، فلن يجده، وإن احتجت النصيحة، فستجدها وبشكل كبير، وعندما تشرق إلماعتك، أو تبهر صورتك الحضور، ستجده مغمض العينين مستمتعاً. وفي ظني؛ إنه استفاد من صحبتنا نحن الشباب، وقتها، أكثر مما استفدنا من حضوره.
كل ما أخسره، موجود في مرمى الفوهات
لم أترك شيئاً لأربحه
أطفالي الثلاثة يستعدون
يحيى يحلم بمعمله
زكريا يتعلم الرسم
ماريه مازالت تراوح.