1
كيف عرفت الشعر
وأدخلني محرابه؟
في عينيك رأيت طفولته وشبابه
واستفتحت فكانت بسمتك اللا توصف
-إلا في حلمٍ لي- بابه..
كان (فندق الصفوة) ملتقانا شبه اليومي، الذي يجمعنا به. كان اللقاء في كل مرة مختلفاً، نقترح مواضيع للنقاش، نلقي نصوصنا، نتلقى الملاحظات، وهكذا. وعندما كنت أطلب الإذن للمغادرة، باكراً كالعادة، يودعني وهو يبتسم، بجملة صرنا نحفظها عن ظهر قلب.
ما كان يعجبني فيه، أنه لا يجامل في الأدب، فإن كان نصك لا يستحق الاحتفاء، فلن يجده، وإن احتجت النصيحة، فستجدها وبشكل كبير، وعندما تشرق إلماعتك، أو تبهر صورتك الحضور، ستجده مغمض العينين مستمتعاً. وفي ظني؛ إنه استفاد من صحبتنا نحن الشباب، وقتها، أكثر مما استفدنا من حضوره.