تأسرنا، نُرخي عنها الستار..

ما يأسرنا في البلادِ وجهها الطليق

ثيابها الملونةُ، القصيرة

مِزاجُها الضاحكُ، الضّاج

رائحةُ شوارعها الرطبةِ

خطواتُ عجائزها وهي تحجزك..

ما يأسرنا/ هنا

أبوابٌ لا تفتح

ونوافذٌ تمارسُ الصمتَ الملون في الستائرِ البيضاء، وزركشةِ الدانتيلا.

صباحُها مطفأ

ومساؤها يملؤه التلفزيون، وقرقعة البوشار..

 

وتأسرنا

تدفعنا

نذهبُ في عيونها الملونة

نقترفُ التسللَ عند أطرافها،

والنزول إلى تفاصيلها الداخلية..

 

نجتمع

تأسرنا

فنجلبُ صورنا القديمة،

وسوق الجمعةِ والثلاثاء

نخبئ في خطواتنا الحفر/ نقفز

نحاصرُ البردَ بالشاي والكاكاوية

ونبحثُ في الشعير /هـنا/ عن لذة غائبة

نطلق الليل ونكتفي بلونه

للحكايات والسمر..

 

تنسانا

ولا تغادر

تأسرنا

يغلبنا التعب ومزاج التسلق اليومي

نغرقُ في حدودنا وأشكالنا الجديدة

نقف/ نطلق الأصوات في صمت..

 

تنسانا/ ولا تغادر

ما يأسرنا في هذه البلاد وجهها الطليقُ، البارد

والسخونة بعدُ لم تحررنا.

 

 

نيوكاسل: 17.03.2008

 

تأسرنا، نُرخي عنها الستار..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *