كثيراً ما يوصف الشخص المحايد، بالرمادي، بالتأسيس على أن هناك اختلاف بين رأيين؛ يمثلان باللونين الأبيض والأسود، وان الرمادي هو اللون المحايد.
في ظني إن هذا التقييم خاطئ تماماً، كون الرمادي هو اللون الناتج عن مزج اللونين؛ الأبيض والأسود، أي الرأيين، أو درجة اللون الناتج، وهو الرمادي تتحددث بكيمة وحجم أحد اللونين؛ هل هو أقرب فاتح؛ بمعنى أقرب للأبيض، أو داكن؛ أقرب للون الأسود.
وهنا، ماذا لو كان هناك رأياً ثالثاً؛ واتخذ من اللون الأحمر رمزاً له، وهنا لن يكون الرمادي لوناً محايداً، إنما البني، كونه يجمع: الأبيض، والأسود، والأحمر. وان درجة هذا اللون البني، ستحدد على مقياس الفاتح إلى الداكن، بكمية وحجم الألوان الثلاثة المشتركة.
خلاطة أولى: الرمادي ليس دلالة على الحياد، إنما يصلح للإشارة إلى الرأي الوسطي، أو (بين البينين)، أو ما يجمع بين الرأيين، بالتالي هو رأي غير صالح، ولا يمكن التعويل عليه، كونه يتأثر مباشرة بالرأييين الأساسيين، كونه موجود في المنطقة الواصلة بينهما.
خلاصة ثانية: الحياد لونياً هو اللون الأزرق، في وجود؛ الأبيض والأسود، وحتى الأحمر، هو لون يختلف عنهم جميعاً، مستقل ويملك صفاته التي تجعل من وجوده مؤثراً في اللوحة!!! فالحياد؛ محاولة لعدم الانحياز أو اتباع أحد الأطراف، في حال وجود رأي خاص مكتمل الصورة!!
خلاصة ثالثة: لا يمكن بناء الحوار أو على مبدأ التضاد، أبيض <> أسود، أو الليل <> النهار، أو الظلام <> النور. الحوار يبنى على مبدأ التوافق والذي في أحد تمثيلاته الوقوف على ذات الأرضية وذات المستوى من الارتفاع. لماذا لا يكون الأزرق والبنفسجي، أو الأحمر والأصفر.
خلاصة رابعة، وأخيرة: في اختلاف الآراء وتعددها لونياً، يمنح المشهد غنى وثراء وبهرجة!!!