الراحلة القيادي: هذه أنا .. كأي امرأة أخرى

الكاتبة شريفة القيادي

ابتسامتها تسبقها، وبساطتها تجعلك تستمع لها باهتمام، خاصة عندما تتحدث عن الأدب الليبي، وإسهامات المرأة الليبية فيه.

أول لقاء جمعني بها، كان ضمن فعاليات (ندوة الكتابة النـسائية في لـيبيـا) في العام 2000، والتي أقامتها الأمانة العامة لرابطة الأدباء والكتاب، وأهدتها إلى روح السيدة “خديجة الجهمي” في الذكرى الرابعة لرحيلها، ووقتها تكلمت عن تجربتها في سيرة ذاتية.

اللقاء الثاني، كان بمقر مجلة البيت، بالدور السابق بمبنى الصحافة، حيث أنصتت باهتمام لتعليقها، حول مسألة ما -نسيتها الآن- في مثلث شكلت هي زاويته القائمة، وضم رئيسة التحرير “سالمة المدني”، والشاعرة “حواء القمودي”.

لتتواصل اللقاءات من بعد، وفي ظني كانت من أنشط الأديبات الليبيات مشاركة وحضوراً في الأمسيات واللقاءات الثقافية في ليبيا، خاصة البرامج التي تشرف عليها الرابطة.

وفي الـ20 من شهر ديسمبر للعام 2014، أعلن عن وفاتها بعد معاناة صحية، أبعدتها لفترة عن المشاركة الثقافية، وهي الغزيرة الإنتاج والمشاركة.

سيرة

ولدت الكاتبة الراحلة “شريفة القيادي”، واسمها الكامل “شريفة محمد حسين القيادي”، في 31 يناير للعام 1947، بمدينة طرابلس.

بدأت رحلتها الدراسية، بمدرسة المدينة القديمة الابتدائية، ثم انتقلت للدراسة الإعدادية بين مدرستي الحرية وهايتي، ثم الثانوية بمدرسة طرابلس الثانويةـ لتلتحق من بعدها بكلية المعلمين، تحصلت على فرصة للدراسة بكلية (فونتبون) للراهبات بأمريكا، ثم عادت لتكمل دراستها الجامعية بطرابلس. لتحصل في العام 1981 على الماجستير، من كلية الآداب.

ومنذ بداياتها في المرحلة الابتدائية انتبهت المدرسات لموهبتها في مادة (التعبير)، لهذا شجعنها على قراءة ما تكتبه على زميلاتها في الفصل.

كتبت أول خاطرة لها وهي في الصف الأول الثانوي، وكانت بعنوان (الحب)، شاركت بها في (برنامج ركن الطلبة) الذي كان يقدمه الفنان “عمران راغب المدنيني”، في العام 1963، ثم عندما قدمه الكاتب فوزي البشتي.

في العام 1974، شاركت في مسابقة الشفاه الرقيقة، وحصلت على الترتيب الأول. وبعد زواجها انتقلت مع زوجها إلى أمريكا وبريطانيا، حيث كتبت روايتها (بصمات) في أمريكا، ومن بعد في بريطانيا كتبت جزء من رواية (هذه أنا).

وتعتبر رسالتها للماجستير المعنونة (رحلة القلم النسائي الليبي)، من أهم الدراسات التي كتبت في تجربة المرأة في الإبداع والثقافة في ليبيا، إذ وثقت هذه الدراسة للعديد من الأسماء التي ظلت طي النسيان. وهي دراسة توثيقية وتحليلية، استغرق إتمامها سنتين ونصف السنة، للإلمام بمتنها في جهد رائد مبكر ودؤوب مُثابر.

كتبت الراحلة “شريفة القيادي” القصة، والرواية، والخاطرة، والمقالة، وكان أسلوبها سلساً، بعيد عن التكلف، هادئ وعميق، يبحث عن الكلمة القادرة على حمل طاقة المشاعر والأحاسيس التي تريد إيصالها. أما في القصة والرواية، فكانت تكتب بواقعية، وتصور المشاهد بتفاصيلها، ولا تمارس التخييل.

إضافة للكتابة الأدبية، والتي كان إنتاجها غزيراً فيه، كتبت للإذاعة عدة برامج أهمها: صورة المرأة في القصة العربية، ونساء رائدات.

صدر لها في القصة؛ 9 قصص قصيرة (1983)، هدير الشفاه (1983)، كأي امرأة أخرى (1984)، مائة قصة قصيرة (1997).

وفي الرواية، صدر لها؛ هذه أنا (1994)، البصمات (1999).

أما في مجال الخاطرة، والنصوص، أصدرت: من أوراقي الخاصة (1984)، نفوس قلقة (1993).

وفي الدراسات والمقالات والتراجم، فأصدرت؛ دراسات في الأدب (1985)، بعض الهمس (1999)، رحلة القلم النسائي الليبي (1997)، إسهام الكاتبة العربية في عصر النهضة (1999)، حولهن (2001).

____________

نشر بموقع إيوان ليبيا

الراحلة القيادي: هذه أنا .. كأي امرأة أخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *