الكثير من التقارير تؤكد تراجع الصحافة الورقية مقابل الأقبال المتزايد في صالح الصحافة الإلكترونية. فالحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أو تجاهلها، التغيير الكبير الذي أحدثته شبكة الإنترنت، في السلوك البشري، وأيضاً في أشكال التواصل، وصارت مقولة (العالم قرية صغيرة) حقيقة، أو لنقل تحصيل حاصل.
الصحافة أحد المجالات التي تأثرت بشكل واضح، من الانتشار الكبير للشبكة، خاصة في سهولة الوصول إليها عن طريق الهواتف الذكية، والتي تسجل ارتفاعاً في الاستخدام كوسيلة للوصول إلى الشبكة، وتعتبر التطبيقات الجالبة للأخبار من التطبيقات التي يتم تحميلها بشكل كبير. بعض الصحف والمجلات ثمة تطبيقات خاصة بها يمكن تحميلها والاشتراك وبالتالي متابعة المجلة أو الصحيفة في كل وقت.
أمران مهمان قدمتهما الشبكة، الاتصال السريع، التواصل، وهما خدمتنا تصبان في مصلحة الطرفين، فالصحيفة تحتاجهما للوصول للقارئ، والذي بالتالي يحتاجهما للبقاء على اطلاع بما يحدث من حوله.
يقول البعض، إن تحول الصحيفة من ورقية إلى إلكترونية، يوفر الكثير من الموارد المالية للصحيفة، فالنشر الإلكتروني لا يكلف شيئاً مقارنة بمصاريف الطباعة والتوزيع، حتى في حال الاحتفاظ بكامل طاقم التحرير.
لكن بعض الصحف التي تخلت عن النشر الورقي، تعاني من صعوبة في الحصول على الإعلانات التي تكفل لها مادة الاستمرار في العمل، والسبب الذي يجعل المعلن يحجم عن الإعلان هو تراجع أعداد القراء على موقع الصحيفة.
لتوفير العدد اللازم من المتابعين، لجأت بعض الصحف إلى فتح منابر لها على منصات التواصل الاجتماعي؛ كالفيسبوك وتويتر، وعبر تطبيقات التواصل الاجتماعي؛ كانستجرام، وتيليجرام، أو عبر تطبيقات استجلاب الأخبار. وثمة من ركز على المحتوى.
التركيز على المحتوى، وهو ما أراه الأجدى، يعزز أكثر حظوظ الصحيفة في البقاء أكثر، والتمتع بالقدر الأكبر من المتابعين، جماهيرياً، فالمحتوى الذي يخدم القارئ، ويكون قريباً منه ويعبر عن قضياه بشفافية وصدق، ويعزز من ثقته بنفسه، ويقدم له خدمة إخبارية بطرق متنوعة، ومبتكرة، ستكون له النسبة الأكبر من متابعة متصفحي الشبكة. وما يعزز هذه المحتوى، المصداقية والحيادية، وهما عاملان مهمان، وكفيلان بشد المتابعين إليهما.
تجربة الصحافة الإلكترونية في ليبيا، مازالت في خطواتها الأولى، وتحتاج الكثير من الدعم، والدعم، من أجل منافسة مثيلاتها العربية، كخطوة أولى، والعالمية من بعد.
______________
نشر بموقع إيوان ليبيا