طرابلس 7

الأيام تمر، ولا شيء يبقى على حاله، حتى وإن حاول مخاتلتنا والتجمُّل. الناس ليسوا هم الذين عرفتهم، ولا الدروب. لم تعد لي من متعة في التجول بطرقات المدينة، رويداً رويداً بدأت التخلي عن جولاتي الصباحية، والركون للبيت. صرت كائناً ساكناً.
زوجتي تقول إني تغيرت كثيراً منذ توقفي عن العمل، وركوني بشكلٍ دائم للبيت، فصرتُ أعلق على كل حركة، وأنتقد التصرفات والأوضاع. صرتُ أكثر حِدة وانفعالاً، على قولة (من زبيبة نسكر). صرتُ أراقب من أستطيعُ من الناس، ممن أعرفُ، أو ممن يمكنني متابعتهم. وجدت أن الجميع تغير بشكلً أو بآخر، لا أحد خارج دائرة التغيير، وبشكل أدق، في طرابلس لا شيء خارج التغيير. فالأسعار مثلاً كانت الأسرع والأكثر تغيراً، والتباين فيما بينها لم يعد يعتمد الربع والنصف، بل قفز في بعض السلع إلى الدينار والاثنين. أما السلع ذاتها فحدث ولا حرج، ولن أذهب في هذا أكثر مما ذكرت. لأن قصدي من الموضوع هم البشر.
“دوامُ الحال من المُحال” ← متابعة القراءة