يمكننا تعريف النص الرقمي، في أبسط صورة، بإنه التعبير الرقمي عن تطور النص الإبداعي –بشكل محدد-، أو بمعنىً آخر، هو كل نص ينشر نشراً إلكترونياً (رقمياً). ومهما تعددت التعريفات، فإن النص –في ذاته، ليكون حياً- يعتمد بشكل أساس على وسائط النقل، بالتالي فهو كائن نشط، يستـفيد بذكاء من جديد التواصل، ويعرف كيف يطور إمكانياته. فالنص الرقمي، هو نص استفاد مما يقدمه الوسيط الرقمي له، أو الآلة الرقمية، وما يمثله هذا الوسيط من ثقافة، وما يقدمه من إمكانيات. وهو هنا –أي النص- يستفيد من الخاصية الرقمية (التقنية)، في التحول من صورته الموجودة في عقل المبدع –أو المنشئ-، وهي صورة غير ملموسة أو غير مادية، إلى مجموعة رقمية بالاعتماد على المكون (0 / 1)، وهي صورة غير ملموسة، وموجودة ككيان. لذا فإن النص خارج وسيلة العرض هو سلسلة رقمية طويلة لا يمكن قراءتها أو فكها، ويتمثل دور وسيلة العرض (حاسوب، هاتف نقال،…) في تمكيننا من قراءة وعرض هذه السيل الرقمي، في نسيج أو نسق يمثل متن النص الأبداعي، أو النص في ذاته.