الآن، يمكنني أن أقول؛ نعم أعجبني الكتاب، واستمتعت!!!
*
الشذرات
يجمع أكثر من مصدر، أن (الشذرات) كأسلوب للكتابة رافق الفلسفة، بسبب نقص التدوين، أو ضياع المكتوب من ذاكرة الكتابة، منذ الفلسفة اليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد، كما واعتبرت الشذرات التي وصلتنا من فلسفة “هيرقليدس”، و”برمنيذس”، و”ديمقريطس”، هي الشكل الأول لظهور الشذرة أو المقطعية في الكتابة.
الدربٌ الذي جرني إليكِ، ذاتهٌ الذي أوصلني إليها، ورسمَ أو شكل الصدفةَ، أو صنعَ اللحظة التي وقعتُ معها واقفاً، على وجهي ابتسامةُ تعجّبٍ، وفي يدي إجاباتٌ للأسئلة التي ترفعٌ علامتها أعلى الإطار الذي يطبع صورتنا.
بالرغم من محاولتيالدؤوبة متابعة المشهد الإبداعي في ليبيا، إلا أنه يحدث، ويحدث بشكل متكرر، أن أجدنفسي جاهلاً بأحد الأسماء، خاصة من ناحية القراءة، فأنا ممن يحاول أن يبني علاقةقوية بالنص، أكثر من مبدعه.
ومما يحسب لمواقع التواصل
الاجتماعي، والفيسبوك بشكل خاص، أن يكشف الكثير مما يمكن أن يغيب في واقع المشهد.
فهو فضاء مفتوح، يمنح الأصوات المميزة الفرصة للتواجد والتألق.
“آية الوشيش”،
اسم كان يمكن أن يمر، كبقية الأسماء التي تصادفني في الفيس، أو يقترحها علي، لكن
هذا الاسم أبى إلا أن يدخل دائرة اهتمامي، ويستأثر بها، ويشدني إليه.
“آية”، كما يبدو من حسابها على الفيسبوك، تكتب النص الشعري، والقصة، والمحكية، وما يبدو تشتتاً، هو في حقيقته اتحاد، أو لنقل محاولة منها للإبداع في أكثر من صورة، فهي –أي “آية”- تركز بشكل أساسي على تكوين مشهد، في مجموعة من الصور، التي تحمل الكثير من الدلالات، بما تحمل من خلفيات، وما تثير من أسئلة. وفي نصها (وعد)، الذي توقفت عنده طويلاً، نجد أنفسنا محاطين بمجموعة من الصور، وكأننا في معرض فني، زاخر بالألوان، عابرٍ للمدارس الفنية، من لوحة (الزيتونة المجعدة) التعبيرية، إلى لوحة (الساعة) السريالية، إلى لوحة (الشوق) التكعيبية، إلى لوحة (الوجع) وهي تقتفي أثر جندي ذهب إلى تشاد ولم يعد.