من الواقع الصعب يولد الإبداع، ربما من هنا نفهم السبب في تكاثر المبدعين الجيدين والمنتجات الإبداعية العميقة الخارجة من واقع صعب كواقع الحرب. ففي الحرب تزدهر الفنون كالكتابة مثلا، وكأنها تصعيد في صرخة الإنسان ضد الموت والدمار. “العرب” التقت الشاعر الليبي رامز النويصري الذي لا يرى في الحرب رادعا للإبداع. وكان لنا معه هذا الحوار.
الحوار الذي أجرته الشاعرة خلود الفلاح معي، لصالح صحيفة العرب.
مفتاح الشلوي :العزل السياسي قانون بدأ كفكرة لتحصين الثورة، وتحول الى كرة ثلج
الأستاذ عبدالفتاح الشلوي
كتاب (أسرار تحت قبة البرلمان)، كتاب يحكي أحداث ووقائع المؤتمر الوطني العام، الذي تشكل كأول كيان سياسي بعد ثورة 17 فبراير، وتشكلت معه الكثير من أحلام الليبيين، في كيان يعيد لهم الأمل بحياة كريمة، ظلت محبوسة لأربعة عقود، ولا ينسى الليبيون كيف تقدم الناخبون في كل ربوع ليبيا، لهذا الاستحقاق في جو احتفالي، أقرب للعرس.
الأستاذ “عبد الفتاح الشلوي”، عضو المؤتمر الوطني يحكي في كتابه (أسرار تحت قبة البرلمان) تجربة 700 يوم قضاها، كعضو بالمؤتمر الوطني العام، حيث نقل ووثق للكثير من الأحداث، والوقائع. وهذا الكتاب يعتبر بحق، وثيقة لهذا الكيان السياسي، الذي يمثل التجربة الأولى لليبيا بعد 17 فبراير.
في هذا الحوار، نلتقي الأستاذ “الشلوي” في حديث عن الكتاب، وعن هذه التجربة، ومآلاتها، وتبعاتها.
من هو “عبد الفتاح الشلوي”؟
هو مواطن انطلق بحلم التغيير بالسابع عشر من فبراير، وكغيره من الحالمين رفع سقف الأمل -وهو حق مشروع-، واصطدم بالواقع الذي أملته ظروف ما زالت تتبرعم حتى الساعة، ولربما يكون بمقدمتها أن فبراير خرجت لهدف واحد وهو إسقاط معمر القذافي، ناهيك عن إنها لم تكن مقادة، وكانت تحاول التكيف مع المستجدات التي أعيتها وسلبتها شبابها بشكل مبكر.
كيف جاءت فكرة الكتاب؟
كتابي (أسرار تحت قبة البرلمان) اختمرت فكرة كتابته عندما بدأت وسائل الاعلام تتناول الأحداث والوقائع الخاصة بالمؤتمر، بما يلائم توجهاتها السياسية وعندما طال العبث حقائق ما يجري بجلسات المؤتمر، وزادت رغبتي عندما بحثت عن سيرة المجلس الإنتقالي الذي تولي قيادة البلاد عقب قيام ثورة فبراير، فلم أجدها إلا بألسن من تولوا المهمة، واشتعلت فكرة الكتاب بتناقص رواية الحدث من معاصريه وغياب المعلومة عن بعض أصحاب القرار.
روح الإنسان في إطارها العام واحدة مهما اختلفت اللغات والثقافات
الشاعر عاشور الطويبي
في تجربة قصيدة النثر الليبية، ثمة شعراء تميزوا في كتيبة قصيدة نثر بانقطاع تام عن تسلسل التجربة الشعرية من القصيدة العربية التقليدية، لقصيدة التفعيلة، وصولاً لقصيدة النثر.
الشاعر “عاشور الطويبي” من شعراء قصيدة النثر، ويتميز بكتابة نصٍ نثري خالص، معرفي، لا يسعى لشد أذن القارئ.
“الطويبي” من مواليد مدينة طرابلس القديمة في 1952، لعائلة ترجع أصولها إلى قرية صغيرة تسمى الطويبية، غرباً على مسافة 25 كم، وإليها ينتسب.
هذا الحوار محاولة للدخول لعالمة الشعري واستنطاق تجربته، للوقوف على أهم المحطات. خاصة وإن شاعرنا لا يكتب الشعر فقط، فهو يكتب الرواية، والترجمة، والنشر، وهو الطبيب المتخصص في الأورام.
– من الطب، الشعر، الرواية، الترجمة، النشر.. أين عاشور الطويبي؟
التصوير الضوئي أو الفوتوغرافي، تجاوز الكثير من المراحل، واستفاد من التقنيات الحديثة، في الخروج بالصورة/اللقطة، من التسجيل أو التوثيق، إلى تحميل لصورة لمستويات اخرى من المعرفة، والدلالات التي تكون فيها الصورة أبلغ من آلاف الكلمات.
والمصور في العصر الحديث، لم يعد يبحث عن اللقطة، بقدر ما يقوم هو بصناعتها، والتدخل لإخراجها بالشكل الذي يحقق غايته. هنا نتوقف عند تجربة مصور شاب، يمارس التصوير الضوئي، والإخراج، خاصة وهو يعيد اكتشاف حقبة التسعينيات.
الإبداع كتجربة لا يمكن فصلها عن المتغيرات الكثيرة التي يعيشها المبدع، سواء الخاصة أو العامة؛ فما بالك بتغيرات كالتي حدثت في المنطقة العربية، والتي قلبت الكثير من المفاهيم، وكشفت الكثير مما كان مخبأ ومسكوتٍ عنه.
ما حدث في المنطقة العربية، غير الكثير من الثوابت على الصعيدين العام والخاص، وهذا التغيير في رأيي يخدم مصلحة الإبداع، يعني تجربة جديدة، وتحدٍ جديد للمبدع ليكون قادراً على إنتاج إبداع هو ابن المرحلة.
فالمتغيرات الجديدة، تعني في ذاتها تغيرا ثقافياً في المجتمع، فعلى سبيل المثال في تجربتنا الليبية، نهاية نظام القذافي، أوجدت معها الكثير من المكونات الثقافية الكثيرة والجديدة في المجتمع، وهي على الوجهين، السلبي والإيجابي، فمثلاً: معنى السلطة لم يعد يرتبط بالمنصب، كما إنها أوجدت حراكاً اجتماعياً جديداً في المجتمع واستخدام مصطلحات كان من الصعب تداولها بشكل علني؛ كالحرية، وحرية التعبير، والأحزاب، والمشاركة السياسية، وغيرها. والمبدع لا يستثنى من هذا الحوار، وإن كان هو المهموم من قبل، مسرباً أحلامه وأمنياته في إبداعه بشكل موارب، وها هو الآن يكتب نصه بشكل واضح دون خوف من رقيب. أمر آخر يضاف إلى هذا، حالة القلق التي تعيشها الدول العربية التي عاشت تجربة الربيع العربي، وهذه الحالة القلقة –المستمرة- سوف يكون تأثيرها المباشر على الإبداع في بعض الأجناس الأدبية، كالشعر والقصة، كونهما يتأثران بشكل أكثر باللحظة، ويعولان عليها وعلى اليومي، أما في الرواية فالأمر يحتاج إلى بعض الوقت للراوي للتأمل وانتظار النتائج، لصياغة رواية المرحلة، المسرح يعمل في ذات الاتجاه. وفي التجربة الليبية، هذا يظهر بشكل واضح وجلي، فالشعر والقصة يرصدان نبض الشارع، أما الرواية فتنتظر، فرواية التحرير أرخت لمرحلة نضال الشعب الليبي ضد نظام الطاغية، كما في رواية “إبراهيم الكوني”. أما مرحلة ما بعد التحرير فهي تنتظر.
المهم، إن هذا التأثير حتى وإن لم نرى تأثيره بشكل مباشر وواضح، سنره قريباً، بعد أن تختمر التجربة أكثر، ويعاد إنتاجها أدبياً.
_______________________________
لقراءة الاستطلاع كاملاً: على موقع بلد الطيوب (هـــنـــا)