تبدأ القصة، منذ البداية الأولى للصبي يراقب كيف تكبر الصبايا دون مهل، وتغادر مربع الحكايات وتختفي بعيداً عن عيوننا، لنظل نحن الجماعة المشاغبة، نتآنس بهن في ليالي الصيف، على حافات الأفراح الصاخبة، نختارهن لنا، ونعد الغائبين باللواتي بقين دون أنيس
كان الوقت أكثر رحابة للحلم، والوقت الآن أكثر رحابة للحلم المشابه
بعد قليل تكبر هذه الجماعة، تكبر موازياتنا خلف الجدران، تعرفهن المدرسة بذات المريول
نعرفهن بذات الصورة، بذات الجدائل، بذات الضحكات، والأشياء التي بدأت تظهر فينا
عندما أمر بأماكننا ألعن كل الحجارة التي تشكلت منازل، وألعن البشر كيف يغتالون أشهى الأحلام على موائد الحاجة.. أماكننا التي اكتشفنا فيها ذواتنا تحولت عنا، وغادرتنا، حتى مدرستي لم تعد تعرفني كل ما فيها سار نحو غيرنا.. ولم يعد صوتي يوافقني
صار يخرج كثيراً ويلف دون أن أحكمه.. أضبطه كثيراً يغني، كانت الحكايات التي يصنعها تحتشد بالصور والمفردات، كنت أسمي كلماتي أغاني وأنطلق.. كانت المسافات الممنوحة لي توصلني بالمدينة، مركز البلاد، أكتشف أن العالم غير الذي زرته قبلاً، وأن الشوارع تحمل ما يخالف محفوظاتي، غصت أكثر، مدرستي الآن تطل على مقبرة وتتسند على هضبة ومنزل قديم، وصخب هو ما كنا نصنعه في كل ضحى، وعقب كل مغادرة..
“صياغة قديمة لعاشق” ← متابعة القراءة