شي لله

طرابلس8

 

 

على مستوى المجتمعات الإنسانية، تعتبر الأزمات فترات اختبار جيدة لقياس قوة ترابطها، وسعيها لتجاوز المحن والابتلاءات. وفي المجتمعات التي تعتمد ثقافتها على التقاليد والموروثات العقائدية، تحاول البحث في جذورها المعرفية وثقافتها، عما يمكنه مساعدتها على تجاوز المحنة، أو انتظار ما يمكن للغيب أن يأتي به، إنه الرغبة في البحث عن بطل يمكنه أن يعيد للشمس إشراقتها الحقيقية. ومع مشروعية هذا الإجراء، البحث في المعتقد والإرث الثقافي عن مخلص أو ما يمكنه تفسير ما يحدث، كمحاولة دفاعية من المجتمع، إلا السلبي في المسألة ما قد يقوم به البعض من محاولة استغلال له، بنية تمرير ما يريد. كما حدث من قبل إعلام النظام، عندما مرر قصصه السخيفة؛ البيض الأخضر، وممارسة الشعوذة علانية.

“شي لله” متابعة القراءة

شي لله

قـارئ نـخـبـوي … كـاتب نـخـبـوي

 

تشير الإحصائيات، أن مجموع ما يقرأه المواطن العربي هو ثلاث ورقات في العام، مقابل خمسة كتب للمواطن الغربي. لكن لو حاولت الحديث مع هذا المواطن العربي، فإنه ستجده على إحاطة بأمور السياسات العالمية وفكرة جيدة عن الاقتصاد، وأيضاً معرفة ببلاد العالم وعواصمها وأسماء أشهر المدن فيها، والشخصيات العالمية ونجوم السينما، ومعلومات عن ممالك الحيوان، ومناخات العالم وغاباتها وما تحوي من حياة، بل قد تجد من يناقشك في الأمور الدنية ويحفظ الكثير من الفتاوى وأسماء المشائخ والعلماء، بينما المواطن الغربي، لم يعرف أين تقع ليبيا ولا لون علمها1، ولا ما هو الوطن العربي. فكيف لهذا المواطن الذي لا يقرأ، ولا يعرف كيفية البحث في الموسوعات، والمعاجم، الحصول على هذا الكم من المعلومات؟.

“قـارئ نـخـبـوي … كـاتب نـخـبـوي” متابعة القراءة

قـارئ نـخـبـوي … كـاتب نـخـبـوي

دوامُ الحال من المُحال

طرابلس 7

الأيام تمر، ولا شيء يبقى على حاله، حتى وإن حاول مخاتلتنا والتجمُّل. الناس ليسوا هم الذين عرفتهم، ولا الدروب. لم تعد لي من متعة في التجول بطرقات المدينة، رويداً رويداً بدأت التخلي عن جولاتي الصباحية، والركون للبيت. صرت كائناً ساكناً.

زوجتي تقول إني تغيرت كثيراً منذ توقفي عن العمل، وركوني بشكلٍ دائم للبيت، فصرتُ أعلق على كل حركة، وأنتقد التصرفات والأوضاع. صرتُ أكثر حِدة وانفعالاً، على قولة (من زبيبة نسكر). صرتُ أراقب من أستطيعُ من الناس، ممن أعرفُ، أو ممن يمكنني متابعتهم. وجدت أن الجميع تغير بشكلً أو بآخر، لا أحد خارج دائرة التغيير، وبشكل أدق، في طرابلس لا شيء خارج التغيير. فالأسعار مثلاً كانت الأسرع والأكثر تغيراً، والتباين فيما بينها لم يعد يعتمد الربع والنصف، بل قفز في بعض السلع إلى الدينار والاثنين. أما السلع ذاتها فحدث ولا حرج، ولن أذهب في هذا أكثر مما ذكرت. لأن قصدي من الموضوع هم البشر.

  “دوامُ الحال من المُحال” متابعة القراءة

دوامُ الحال من المُحال

النـشر الإلـكتروني – 2

-إيجابيات وسلبيات-

 Internet

تناولنا في الجزء الأول من موضوع (النشر الإلكتروني) الصورة العامة له، وناقشنا بعض المسائل المتعلقة بأسلوب وطرائق النشر. وفي هذا المقال نعرض لأهم ميزات النشر الإلكتروني1:

– ‏‎السرعة‎‏: ‏سواء كان هذا النشر عبر البريد‎ ‎الالكتروني، عبر المنتديات، ‏عبر‎ ‎المجموعات بريدية، الصحافة الإلكترونية. سواء كان هذا النشر ‏يقوم به الكاتب مباشرة عبر ‏‎أدراج ‏مشاركته بنفسه، أو عبر ‏إرسالها لهيئة التحرير (‎الصحيفة الالكترونية، الموقع). فان هذا ‏النشر يكون آنياً بمقدار وقت الإدراج. إذ إن التسارع في التغيرات الجارية في العالم، لابد له إن ينتج وسيلة اتصالات تتواءم مع تسارع‎ ‎التغييرات.

“النـشر الإلـكتروني – 2” متابعة القراءة

النـشر الإلـكتروني – 2

الثقافة الرقمية .. الفجوة الرقمية

يلتبس مصطلح (الثقافة الرقمية) على الكثير، إذ قد يفهم كعلاقة مباشرة بين (الثقافة) كمكون معرفي و(الرقمية) كتقنية، بحيث تكون المحصلة أشكالاً ثقافية رقمية. ومن جهة يعكس هذا المصطلح ما لأوجدته الثورة الرقمية (المعلوماتية/ الإنترنت) من أنماط ثقافية وسلوكيات (جديدة/ وافدة). لكن الثابت للكثير من المفكرين إن الثقافة الرقمية هي: (الثقافة الوافدة على مجتمعاتنا من خلال ما يعرف الآن بعصر الموجة الثالثة، وهو العصر المعلوماتي، الذي رافقته ثورتان تكنولوجيتان هما: ثورة الاتصالات، وثورة تقنية المعلومات (الأجهزة الالكترونية)1.‏‏ أو (الإشارة إلى معطيات ثقافية جديدة من جراء استخدام التكنولوجيا الالكترونية الجديدة، وما نتج عنها من هوة فاصلة بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة، التي تعرف بـ(الفجوة الثقافية))2.  بذلك تبدو الفجوة الرقمية/الثقافية مرتبطة بعدد من الملامح يمكن من خلالها قياس مدى قوة وقدرة العطاء الرقمي وتوظيفه في المجالات المختلفة: الاقتصادية-التجارية، المعلوماتية العلمية والمعرفية، وغيرها. بالتالي تتبدى القدرة على امتلاك تلك القوة الجديدة في عدد المستخدمين، وعدد أجهزة الكمبيوتر، ..إلخ. وهي تزداد بشكل مطرد بين الدول الغنية، المالكة لمقومات التكنولوجيا، والدول الفقيرة، التي يأخذها طلبها للقوت بعيداً. ومع إن الانترنت فتحت الباب أمام الجميع -فقراء وأغنياء- للدخول إليها بسهولة ومجاناً، إلا إنها في ذات الوقت وسعت من الهوة بين المجتمعات، فصدرت (نشرت) المجتمعات الغنية منتجاتها الثقافية على الشبكة، لقدرتها، واكتفت المجتمعات الفقيرة باستهلاك الأفكار المصدرة إليها.

“الثقافة الرقمية .. الفجوة الرقمية” متابعة القراءة

الثقافة الرقمية .. الفجوة الرقمية