طـرابـلـس 6
للأغنية أثرٌ كبير في وجداننا العربي، فهي الصورة الشعرية الحديثة، التي لا يُختلف على ما تحققه من تلقي. هذا الأثر الوجداني، يتحول بالنتيجة لأثر ثقافي ينعكس في معرفة وسلوك الإنسان العربي. ولا أعتقد بوجود مجتمعٍ عربي، ولا يمكن فصل المجتمع الليبي عن المجتمع العربي في ارتباطه بالأغنية. وليس لأن كل ما هو ليبي مميز، لكن لأن الذائقة الليبية تتفاعل بشكل تلقائي مع الشعر الشعبي، والأغنية الليبية قوية الصلة بالشعر الشعبي، والتراث الشعبي، وفي ظني إن الأغنية الليبية هي الصورة المغناة للنص الشعري الشعبي. وحتى الأغنية الحديثة استفادت بشكل كبير من التراث الشعبي الليبي. وعندما يتم التعامل مع الأغنية بشكل ممنهج/ مخطط/ مبرمج/ مُسيَّس، من أجل إيصال رسالة بعينها، أو نشر فكرة ما، أو تمجيدِ شخص. عندها تكونُ سِلاحاً فعالاً، وحتى وإن حققت الأغنية شروطها الإبداعية، فإنها تحت هذا المنهج، تكون أغنية صالحة للمناسبات، فقط.