تركت المكان، وتركت كل شيء خلفي، ومضيت دون أن ألتفت، عاندت الرغبة الملحة، كسرت يد القلب المحاولة دفعي للتلفت، وانطلقت.
انطلقت، وكلي رغبة في ألا أتوقف، حتى أصل، إلى أين؟ لم تعنني الإجابة! فلن تغير محطة الوصول شيئاً! فالأهم هو الخروج من هذه الدائرة، والمضي دون أن تتأخر قدمي في حركتيهما، وتعانقان الطريق.
الطريق، تعشق الأقدام التي تدب عليها، لا تريدها ثابتة، فهي تعيش في الحركة، وما سُيمت طريقاً إلا لطرقها، وأعرف إن الطريق تعشق من يطرقها ويزرع خطواته عليها ويأخذها وجهة وسبيلاً، لذا فإن الطريق امتدت واستقامت وتغنجت وتدللت!
فأسرت خطواته التي استمرت تطرقها، وتطرقها، دون توقف!
طرابلس: 13 يونيو 2023م.