
الكاتب: رامز رمضان النويصري


ليبيات 12.. ليبيا .. تحب تفهم ادْوخ
شعب الله المُختار
لسببٍ ما، وجدنا نحن الليبيون أنفسنا مختلفين عن الآخرين. حقيقة ما يفتَأ كل ليبي يكررها كل يوم، مع كل صلاة، وبين الوجبات؛ وهي مشروع –في ظني- عمل عليه نظام القذافي وأفلح فيه، وكأن الليبيون جنس مختلف ن أجناس الأرض، والعرب والأفارقة. وهو –أي المشروع- نسخة مشوهة عن مشروع “أدولف هتلر” للجنس الآري.
فنحن شعب الله المختار، نملك أفضل موقع، بوابة أفريقيا على العالم بساحل يبلغ 2000 كيلو متر، رمالنا ذهب، وجبالنا كنوز، نرقد على بحيرة من النفط، ونملك أحد أكبر عشر شبكة طرقات على مستوى العالم، نحن شعب المعجزة الثامنة، وشعب الثورة، أحفاد من قالوا لإيطاليا لا وأذاقوها الويلات.
لذا، لم ينجح أي مشروع تنموي، ولا مشروع بحثي، ولا مشروع استثماري. وكل مشاريعنا الزراعية فاشلة وغير ذات جدوى اقتصادية، ومصانعنا هي مصانع السنة الواحدة، وشركاتنا هي شركات الإفلاس، والافتلاس، والتفليس. وهذا تميز!!!.

حدود الأمنيات
آخرُ الأمنياتِ/ غرفة
سقـفُها عالٍ
يحتملُ الأحلامَ وأوراقنا المكدسة
سخونةَ الليل
رطوبةُ الصباح التحولنا جسدين..

عصفور
1
“يحيى” يدخلُ فرحاً:
– عصّور.. عصّور.. عصّور.
كان علي تولي المهمة، ومرابة القفص المعلّق عند الشرفة، تفقدِ الماء والطعان والتنظيف.
2
لم أغرم بالعصافير، كنتُ أحب رؤيتها فاردة أجنحتها في السماء، معربدةً، مغردة، زاعقة، لا تحطُ حتى تنطلق في ملكوت الله.
3
بيتُ جارنا مهرجان زقزقة.
أراقبُ كل يوم كيف يكبر، وكيف تضيقُ مساحة الشرفة، وكيف يستمتعُ هو بمذاق القهوة مستنداً على حافتها.
4
الحصيلةُ عشر. جمعها في كيس بعد ذبحها على شريعته بسكينٍ صغيرة. عند حافة الموقد، مدّ لي إحداها:
– خذ، مذاقها جميل.
لم تطاوعني يدي، راقبته وهو يبتلعها واحداً تلو الآخر حتى أتى على آخرها:
– ضيعت على نفسك مذاقاً مميزاً.
5
يستقبلني “يحيى” عند الباب:
– عصّور بح. ثم يركض باتجاه حديقة المنزل.
عند الدرجة الأولى كان القفص فارغاً، رفعت رأسي للأعلى وأصغيت السمع جيداً. كان صوتُ العصافير مختلفاً. زاهٍ.
سماء ليبيا- على ارتفاع 18 ألف قدم.
*** * ***
تفاعل النص في
ملتقى الكلمة نغم

ليبيات11.. على حذر.. عيادي وسنين دايمه

العـيد كما أذكره
لازالت في الذاكرة بعض الصور عن العيد الصغير –كما نسميه في ليبيا-، تجمعني بأصدقاء الطفولة والصبا والفتوة، منهم من رحل عن دنيانا الفانية، ومنهم من أخذته صروف الحياة.
أذكر العشر الأواخر من رمضان، كيف تشعل الحماس في البيوت الليبية تجهيزاً واستعداداً للعيد بأصناف الكعك والحلويات، وكيف هي ليلة 27 بعد الختمة في صلاة التراويح، تنتقل أصناف الحلوايات بين المصلين والدعاء يرتفع والزهرُ ينزل مطراً. وما لا يمكنني نسيانه بكاء الشيوخ، في وداع رمضان، والابتهال.
من منا ينام ليلة العيد، نظل مشغولين بالسهر والسمر واللعب، حتى قرب الفجر عندما يأتي جارنا ويوقف سيارته من نوع بيجو عائلية في الشارع، يفتح صندوقها الخلفي الواسع، ويدعو الجميع لتناول (السفنز)، فتسبقنا أيدينا، وسط ابتسامته الواسعة.