قصة تويتر

قصص تويترية

حتى اللحظة ثم أكثر من تعريف للقصة القصيرة جداً، أو القصة الومضة؛ ولقد أتفق أكثر من قاص، ومتابع إن تعريف القاص “عمران أحمد” للقصة الومضة، هو التعريف الذي أحاط بهذا الفن القصصي، فهو يقول بأنها: (قصة الحذف الفني، والاقتصاد الدلالي الموجز، وإزالة العوائق اللغوية والحشو الوصفي. والحال هذه أن يكون داخل القصة شديد الامتلاء، وكل ما فيها حدثاً وحواراً وشخصياتٍ وخيالاً من النوع العالي التركيز، بحيث يتولد منها نص صغيرٌ حجماً، لكن كبير فعلاً، كالرصاصة وصرخة الولادة، وكلمة الحق). هذا التعريف جاء في قراءة الكاتب “أحمد حسين الخميسي” التي عنونها (ملامح القصة القصيرة جدًّا في قطوف قلم جريء) بالعدد 962، من مجلة الموقف الأدبي.

أما مقوماتها فهي أربع؛ التكثيف والتركيز، الإيحاء، المفارقة، الخاتمة المدهشة. قد تكون القصة القصيرة جداً أو الومضة، في سطر أو سطرين، وربما أقل أو أكثر، المهم إن هذا الفن القصصي صار يلاقي الاهتمام بشكل كبير، بعد أن صار توجهاً.

أخترت أن أبدأ بهذا الطرح، لقراءة هذا الكتاب الممتع في فكرته، ومادته. إنه كتاب (قصص تويترية) الصادر عن (مشروع قلم) للنشر الإلكتروني، والذي جاء كفكرة في رمضان 2012، فتم طرحه كمسابقة رمضانية لكتابة قصة قصيرة على تويتر، فتكون متن من آلاف القصص، نشرت منه المجموعة التي ضمها الكتاب في ستة أقسام؛ الحب، البراءة، الفنتازيا، الفضاء الإلكتروني، اكتشاف الذات، قصص على الطريق. ومن الواضح إن المشرفين على إصدار الكتاب قسموا القصص بحسب موضوعاتها، بدون النظر إلى مقوماتها الفنية، أو إخضاعها لمقياس القصة القصيرة جداً، أو الومضة القصصية.

وهنا سأسمح لنفسي بالوقوف عند مجموعة من النقاط الفنية:

  • في المجمل القصص ماتعة، وعلى قدرٍ من السلاسة، والإبهار.
  • ولقد أعطتها خاصية التغريد، قناعاً يجعلك تتوقف عند كل قصة، لمحاولة إعادة قراءتها بعد رفع القناع عنها.
  • أغلب القصص المشاركة أو المنشورة، كانت مباشرة.
  • كما وإن أغلبها كان ذاتياً، يعتمد البوح، والكشف، بلغة مباشرة، وتعبيرية.
  • بعض هذه القصص، يمكن تصنيفها كقصص قصيرة جداً، أو كومضات قصصية، كونها توفرت على الجوانب الفنية لهذا الجنس الأدبي، القصصي.
  • ولقد ركزت أغلب هذه القصص الفنية، على ركيزتين وهما؛ الإيحاء، والمفارقة.
  • كما ركز قسمٌ منها على الخاتمة المدهشة.
  • كما وإن اللغة حملت من الدلالات ما يمنح النص أكثر من مستوى للقراءة.
  • خاصية تويتر للتغريد من خلال 140 رمزاً، تجعل من كتابة القصة، كتابة قصدية، وممنهجة.
  • بالتالي يمكن أن تتحول التغريدات إلى مشروع للكتابة القصصية الممنهجة، بحيث يمكن الاشتغال عليها، كمشاهد مفصولة، أو لوحاتٍ متتابعة.

____________________

هوامش:

موقع: مشروع قلم.

تحميل كتاب (قصص تويترية).

نشر بموقع الكتابة الثقافي

قصة تويتر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *