إلى ضحايا المظاهرة السلمية في طرابلس (15-11-2013)

جئتك أبيضاً،
تتقدمني زهرةُ ود.
*
كنتَ واقفاً
وكنتُ واثقاً أن النظرة التي تسددها عيناك لن تغدر بغصِن الزيتون.
*
كنتَ مستعداً
وكنتُ ساقطاً في لون وردتي الحمراء.
طرابلس: 15-11-2013
كانا يتحدثان خلفي.
– والله يا خوي الشباب ضاع.
– …………
– معاش عرف الواحد شن بيدير.. الحوش مازال ناقص هلبه حاجات والفلوس مافيش.
– ربي يفرج.
– آمين.. والله مرات انوض في الليل وندعي لربي ونشدها دعاء.. لين نبكي .. والله نبكي.. أنا ما نبي شي.. نبي نعيش زي الناس.
– ربك رحيم.
دعونا لأحلامنا البسيطة
للون الفرح الباهت
للأمنيات الصامتة على عتبة الغدِ بلونيه/ أسود وأبيض.
*
دعونا،
لنفسح الفضاء
ليمدَّ الصغار أصواتهم
لتنشر النساء زغاريدهن
للرجال أن يرفعوا أيديهم راقصين.
طرابلس: 11/11/2013
________________________________________________
تفاعل النص في
[منظمة شعراء بلا حدود] – [منتديات من المحيط للخليج] – [ملتقى الكلمة نغم الأدبي]
الإبداع كتجربة لا يمكن فصلها عن المتغيرات الكثيرة التي يعيشها المبدع، سواء الخاصة أو العامة؛ فما بالك بتغيرات كالتي حدثت في المنطقة العربية، والتي قلبت الكثير من المفاهيم، وكشفت الكثير مما كان مخبأ ومسكوتٍ عنه.
ما حدث ي المنطقة العربية، غير الكثير من الثوابت على الصعيدين العام والخاص، وهذا التغيير في رأيي يخدم مصلحة الإبداع، مونه يعني تجربة جديدة، وتحدٍ جديد للمبدع ليكون قادراً على إنتاج إبداع هو ابن المرحلة.
عندما كنا صغاراً، كانت أمهاتنا قد اخترعن (عزوزة القايلة)، وهي شخصية تتمثل في امرأة عجوز (عزوزة) –قد تكون حقيقية- تقوم على خطف الأطفال الذين لا يسمعون نصائح امهاتهن واللعب وقت الظهيرة (القايلة) في الشارع. أما في الليل فكانت (الغولة) تترصدنا عند مدخل الحي لتمسك بأي طفل يخالف أمر والديه ويخرج بعد صلاة المغرب للشارع للعب. لذا فإن أي شيء يضيع في هذين الوقتين أو يخبئ بقصد، يكون بفعل إما (عزوزة القايلة) أو (الغولة). وكأي طفل ليبي، سلمت بهذه الحقيقة، وآمنت بها؛ ولم أحاول لمرة واحدة أن أبحث في ماهيتهما أو كينونتهما، لأن محاولتي كلها باءت بالفشل، فلم يفدني والدي بشيء، وكذلك الأصدقاء الواقعين تحت تأثير ذات الخرافة، إلا صديق واحد قال:
– لو سمحت لـ(عزوزة القايلة) بالبصق في فمك، فستمنحك القوة لتواجه أي غولة وأي شخص.