الرسم بالكلمات في الشعر الليبي المعاصر… بين التصريح والتلميح

الأستاذ “سالم أبوظهير” في هذه الدراسة يتناول مسألة استخدام الرسم واللون في الشعر الليبي الحديث، من خلال مجموعة من النماذج الشعرية لمجموعة من الشعراء، والوقوف على الأبعاد الفنية لها. وكنت ضمن الشعراء الذين شملتهم هذه الدراسة.

نشرت الدراسة بصحيفة القدر العربي

الرسم بالكلمات

الشعر فن مدلوله زماني ويعتمد على السماع، فيما يعد الرسم فنا مكانيا اعتماده كليا على البصر، إلا أن العلاقة بينهما علاقة أزلية قديمة، ففي عبارة تنسب للشاعر الغنائي الإغريقي سيمونيدس قوله «الشعر صورة ناطقة أو رسم ناطق، والرسم أو التصوير شعر صامت». وعلى مدى سنوات طويلة كانت ثمة علاقة تأثير وتأثر متبادلة بين الشاعر والرسام، فتكون لوحة الرسام بألوانها الزاهية مصدر إلهام للشاعر، وتتحول القصيدة الجميلة الحافلة بكلمات وإيقاعات وأوزان، إلى لوحة تشكيلية مرسومة بريشة الفنان التشكيلي. وهذا يفسر ما قاله عزرا باوند وهو شاعر أمريكي معروف من «أن العمل الذي يضم مجموعة مختارة من الصور والرسـوم هـو نـواة لمـئـة قـصـيـدة».

وفي الشعر العربي تبرز العلاقة واضحة قوية بين القصيدة المكتوبة واللوحة المرسومة أكثر من باقي الفنون الأخرى، فقد ذكر سعيد الورقي «أن علماء الجمال عندما تحدثوا عن العلاقة بين الفنون اختاروا الشعر تمثيلاً لفن الأدب، ولم يتحدثوا كثيراً عن علاقة القصة بالفنون الأخرى، وذلك لحداثة فن القصة- بطبيعة الحال، فالقصة أحدث فنون الأدب في حين أن الشعر أقدمها فقد كان مصاحبا لنشأة الفنون».

“الرسم بالكلمات في الشعر الليبي المعاصر… بين التصريح والتلميح” متابعة القراءة

الرسم بالكلمات في الشعر الليبي المعاصر… بين التصريح والتلميح

أنقذوا مجلة العربي

مجلة العربي

لا أستطيع تحديد تاريخ بذاته لتحديد بداية علاقتي بمجلة العربي، وهل كان لقائي الأول بها مصادفة أو مدبراً. كل ما أعرفه، أن رابطاً ما ربطني بهذه المجلة، وظللت محافظاً عليه.

كانت مجلة العربي بالنسبة لي، المجلة رقم 1، فهي أكثر من مجلة شاملة، تقدم المعرفة والثقافة، ولا تختص بمجالٍ بعينه. عراقتها جعلت منها ركناً مهما في الثقافة العربية. فاستفدت منها كثيراً، وربطتني علاقة خاصة بكتابتها وملفاتها، خاصة تقاريرها المصورة، ومن الأمور التي جعلتها مميزة عندي، هو عدد شهر ديسمبر من كل عام، والذي كان يحوي على فهرس لما نشر من موضوعات خلال العام، فكان يسهل علي مهمة البحث، إذ كنت أحفظ هذا العدد في المكتبة، وأبقي المجلات في مكانها.

لم تتعرض عرقتنا لأي توتر إلا في ثلاث فترات؛ فترة وجودي ببريطانيا للدراسة، ومع هذا حاولت الحصول على الأعداد بشكلٍ منتظم، والثانية إبان الأحداث التي مرت بها ليبيا مع 17 فبراير حتى 23 أكتوبر من العام 2011. وما مرت به طرابلس من أحداث بداية من يوليو 2014.

كنت لا أتردد في اقتناء أي عدد قديم أجده، سواء في سوق الكتب المستعملة، أو أيٍ من مكتبات طرابلس. حتى وصل ما لدي من أعداد حوالي 300 عدد أو أكثر، أغلبها موجود في صناديق حيث أحفظها.

في اليومين الماضيين تم إطلاق هاشتاق #أنقذوا_مجلة_العربي في محاولة لدعم هذه المجلة في أزمتها، فما كان مني إلا الترويج لهذا الهاشتاق، ودعوة الأصدقاء للمشاركة والدعم.

أنقذوا مجلة العربي

القصة بنكهة أهل البلد

تتميز القصة القصيرة بمرونتها، وقدرتها على التكيف ومتطلبات المرحلة (العصر)، بالتالي هي -في ظني- أقرب الأجناس الأدبية للحياة أو تصوير اليومي والذهاب فيه عميقاً، رصداً وسبراً. فهي على العكس من الشعر الحديث، أكثر قرباً للقارئ، وأبعد عن الانغلاق والتحصن بالذات، والهروب والتجريد. كما إنها تمنح المبدع، أكثر من مستوى أو باباً للاقتراب من الحدث، أو موضوع القصة، كما وفي ذات الوقت، تمنحه الفرصة لاختيار الزاوية التي يريد لإنتاج النص.

وفي مجموعة القصص التي نتوقف عندها، في هذه السطور محاولين سبرها، نكتشف قاصة مشغولة باقتفاء أثر التفاصيل الحميمة، واسترجاع اللحظات في صور ومشاهد. فالقاصّة في نصوصها القصصية القصيرة، تعتمد على علاقتها بالحدث، محور القص، والذي يتحدد في:

  • درجة الاقتراب،
  • طبيعته.
  • توقيته.
  • لحظته (معايشته).

“القصة بنكهة أهل البلد” متابعة القراءة

القصة بنكهة أهل البلد

هل تعرف بابلو نيرودا؟

الشاعر التشيلي بابلو نيرودا
الشاعر التشيلي بابلو نيرودا

كان مر على وجدوه بيننا حوالي العام، ودود ومبتسم بشكل دائم، في حال دخولك إليه وهو يجلس معنا، سوف لن تحرز جنسيته، ما لم يتحدث، لذا قمنا بتعليمه عبارات الترحيب، حتى أتقنها، فكان يصعب على من يلتقيه أن يكشف عجمته.

وفي حديث ودي، تطرقت إلى جمال أمريكا الجنوبية، وخصب البيئة جمالياً وثقافياً، والدليل ما قدمه أدب أمريكا الجنوبية، وهنا انتبه زميلي “مايورجا” سائلاً:

– ماذا تقصد؟

فذكرت له مجموعة من الروايات لكتاب أمريكا الجنوبية، فتوقنا عند بعضهم، خاصة “بويلو كوهيلو”، وكان في كل مرة يعلق على طريقة نطقي للأسماء، ويعيد نطقها أمامي بالنطق الصحيح، حتى وصلت إلى “بابلو نيرودا”، ليقفز:

– هل تعرف “بابلو نيرود”؟

بلهجته الإسبانية، مستغرباً.

فقلت له نعم، واجتهدت في ترجمة مقطع من محفوظاتي له باللغة الإنجليزية، فكنت فاشلاً بامتياز، فسحبني إلى داخل المكتب، وأدار جهاز الحاسوب خاصته، وعمد إلى أحد الملفات، وشرع يقرأ لي من أشعار “نيرودا” باللغة الإسبانية.

كنتُ أتذكّرك وروحي تضيق

بهذا الحزن الذي تعرفين.

أين كنتِ آنئذٍ؟

بين أيّ أناس؟

أيّة كلمات كنتِ تقولين؟

لماذا يداهمُني كل هذا الحب

عندما أشعر بالحزن، وأَشعرُ بكِ بعيدة؟”

“هل تعرف بابلو نيرودا؟” متابعة القراءة

هل تعرف بابلو نيرودا؟

طبول الحرب

طبول الحرب

 

1

في انتظارِ الحرب؛

سأحدثُ ابنيّ عن جمالِ البلاد

وأسطورةِ الشعبِ الطيّب

خدعةُ أن ليبيا تقرأُ من الجهتين.

*

في انتظارِ الرصاص؛

سأطلبُ منهم أن يبقوا النوافذَ على اتِساعِها

مشرعةً وبلا ستائِر، ليمرَق دونَ خجل.

*

في انتظارِ القذائِف؛

سأطلبُ من السقفِ أن يكونَ رحِيماً

ليتركَ لنا فرصةً أخيرةً، للحُلم.

***


  “طبول الحرب” متابعة القراءة

طبول الحرب