الوجوهُ العناوين

الوجوه عناوين أصحابها، تخبر عنهم، وتكشف دواخلهم أمامك دون عناء. والفنان بطبعه الباحث وراء الأشياء، تفطن باكراً لأهمية الوجوه كعمل فني، يستطيع أن يحمل الكثير من الرسائل، التي يريد المبدع إيصالها، بما تملك هذه الوجوه من قدرة على الإيحاء، وإثارة الكثير من ردود الفعل داخل من يشاهدها.

قبل أن ينتقل البورتريه للتصوير الضوئي، أو الفوتوغرافي، مر عبر بوابة الرسم، ولعل أشهر لوحات البورتريه الأشهر، هي لوحة (المونوليزا) رائعة “ليوناردو دافنشي” التي تحير العالم في معنى ابتسامتها.

لكن ما يميز التصوير الضوئي عن الرسم، كون المصور قادر على القبض على اللحظة، بدل انتظار انتهائها. مسألة الزمن مهمة، في التصوير الضوئي، والفنان، يحاول حبس اللحظة أو المشهد في جزء الثانية التي يقرر.

“الوجوهُ العناوين” متابعة القراءة

الوجوهُ العناوين

زحمة مشاعر

غلاف كتاب زحم حكي.

الدخول

للدخول، عليك عبور أربع إهداءات، والتوقف دقيقة مع عبدالمجيد عبدالله، ثم المقدمة، قبل الوصول للزحمة.

الزحمة

هي ليست الزحمة التي نعرف، ونمقتها. إنها زحمة من نوعٍ مختلف؛ فهي زحمة أحاسيس، مواقف، مشاعر، أحداث.
في هذا المتن، أنت تعيد اكتشاف نفسك مع علي نجم، الذي يقدم من خلال كتابه زحمة حكي، كتابه الأول، رحلة في المشاعر والإحاسيس الإنسانية، التي يعيد كتابتها القلب.
فمع كل موضوع، تكتشف إنك مررت بذات التجربة، أو كنت في ذات الموقف، أو إنك تشاطر علي رأيه، أو ربما تخالفه. وهذا الاكتشاف لا يجعلك تستعيد ما مر بك، بل تقوم على تقييم التجربة، واستخلاص العبرة. فنجم، لا يرسل حروفه، إنما يركز على الاستفادة من التجربة، وبأسلوب بعيد عن التلقين أو التوجيه، هو أقرب للبوح، بغرض المشاركة، وكأن من يحكي، هو صديق مقرب يشاركك حكايته.

“زحمة مشاعر” متابعة القراءة

زحمة مشاعر

طيف.. ورسائل هاتفية

الحضور، ليس من الضروري أن يكون حضوراً جسدياً، إنما للحضور أشكال أخرى وتصاريف، منها التواصل الروحي، الذي يحيل المسافة مهما بعدت إلى صفر، يكون فيها تأثيره أقوى. هذا النوع من التواصل، الذي لا يصله أو يجده، إلا المريد، يجد فيه صاحبه نشوة مختلفة، ويحقق فيه درجة من التصالح والسمو مع النفس.

لكن كيف لو كان الحضور اختراقاً؟ كأن يحاصرك حضور أحدهم، حتى لا تجد منه مهرباً، أو فكاكاً، حد الامتلاك!!!

هذه الرواية، هي رواية إستاتيكية بامتياز، كونها لا ديناميكية، فبطلة الرواية لم تغادر دائرتها، مكانها؛ حجرتها، بيتها، عملها، مدينتها، ظل المكان محجماً، معتمدة على الاستدعاء والحكي، وهكذا سارت الروية في اتجاهين، ولم يتم العمل على اتجاه الزمن، حيث اكتفت الكاتبة، بتفعيله ضمنياً.

“طيف.. ورسائل هاتفية” متابعة القراءة

طيف.. ورسائل هاتفية

رواية الكشف

 

صدمة العنوان

ما إن تطالع عنوان الرواية، حتى يبدأ عقلك بالعمل، لحشد ما يمكنه من صور، وأخيلة، كاشفاً أمامك ماهية المغامرة التي أنت مقدمٌ عليها.

زرايب العبيد، عنوان يكشف الكثير، ويطرح العديد من التساؤلات، فهو عنوان دلالي بامتياز. فـ(زرايب) هي المحكي للعربية (زرائب)، والتي تعني أماكن تربية وحفظ الحيوانات. و(العبيد) هي جمع (عبد)، وهي مضافة للـ(زايب) لغرض التعريف، بالتالي تكون نتيجة الصورة المكونة في مخيلة القارئ، زرائب (الحيوان) لعيش العبيد، أو صورة زرائب (الحيوانات) يسكنها عبيد.

هذه مستوى دلالي أول للعنوان، مستوى دلالي ثاني، وهو مولد نتيجة ملكة التخييل في العقل البشري، توقع عيش العبيد، وحالهم في هذه الزرائب، التي عادة ما تستخدم في الدارجة لوصف الأماكن القذرة وغير الصالحة لحياة البشر، لذا فهي تليق بالحيوان.

زرايب العبيد؛ عنوان صادم بامتياز، يضع القارئ أمام مسؤولية المعرفة، وحقيقة الواقع، وأثر التاريخ الذي مازال يمارس اجتماعياً، كموروث ثقافي وتراثي، تتوارثه الأجيال، وينعكس في الكثير من العلاقات والممارسات الاجتماعية.

أنت الآن، كقارئ، تجاوزت العنوان، ومهيأ بما لديك من أرضية، للدخول لعالم الرواية، وكشف مظانها. فالعنوان وهو يصدمك، يجعلك أكثر انتباهاً لما سيأتي.

“رواية الكشف” متابعة القراءة

رواية الكشف

الكتابة السهل الممتنع

هل جربت أن كتاباً سهلاً سريع الهضم؟

ربما نعم، وربما لا!!!

غلاف كتاب جدار بردين

إن كنت تريد هذه التجربة، فأنصحك بكتاب (جدار بردين) للمدونة اليمنية “سناء مبارك”. فهو كتاب خفيف في مادته، سريع التسرب، والهضم عقلياً، وعميق الفكرة، ويحوي الكثير من الملاحظات والالتقاطات الذكية والواعية لكاتبته.

في هذه التدوينات، أو النصوص التي كتبتها “سناء”، ارتباط وثيق باليومي، وبما يصادف الإنسان، من مواقف، وما يمر به من خواطر، وما يواجه من مواقف، وما يستقيده من تجارب، شخصية أو منقولة.

الجميل في التدون تلقائيته، وانفتاحه على جميع المواضيع، وعدم تقييده المدون، بشكل أو نمط معين، والمدون يرصد، وينتج نصه، كتدوينة، يحملها كل ما يريد، ويصدر من خلالها رؤيته، وأفكاره.

“الكتابة السهل الممتنع” متابعة القراءة

الكتابة السهل الممتنع