شِـجْ وأخـواتِها -جـديد اللهجة الليـبية-

 

[1]

من المتفق عليه أن اللغة في نشاتها الأولى، إنما كانت مجموعة الأصوات العشوائية للتعبير عن الحاجة، فيما بعد اتفقت المجتمعات على تعريف الحاجة أو الدلالة إلى صوتٍ معين، كذا نشات اللغة واختلفت، وصار لكلٍ منها تاريخها الخاص. وفي تطور المجتمعات لم تعد اللغة مجرد حاجة التواصل، إنما التعبير عن الأفكار، والتي عملت بجد على اللغة لتطوير وتنويع أساليب خطابها. ومن بعد تتحول اللغة إلى كائن حي يحيا في حياة المجتمع، ويموت بموته، وهي الصورة التي تتطور بها وتستمر. وتستطيع اللغة أن تقدم صورة حقيقية للمجتمع أو تكشفه، فغيرة المجتمع على لغته يعطينا صورة أكثر من مجرد الاعتزار، إنها الهوية وصورة التعبـير، ودخول كلمات أجنبية لها أمر ليس بالسهل.

“شِـجْ وأخـواتِها -جـديد اللهجة الليـبية-“ متابعة القراءة

شِـجْ وأخـواتِها -جـديد اللهجة الليـبية-

دفـتر الغـريب (المكابدات)

مقدمة:

تمثل تجربة الشاعر “جيلاني طربيشان” مفصلاً هاماً في تجربة الشعري الليبي، كونها تجربة نشأت مخلصة للشعر (كنص)، ولدي اعتقاد حد الإيمان، أن الشاعر “جيلاني طريبشان” عاش ليكتب قصيدة واحدة، وأن النصوص التي كتب، أنما صورٌ متعددة لهذا النص. أو لنقل إنها روافد لنهر واحد هي تجربة الشاعر/النص.

فالشاعر أنما يمارس النص كحياة أو الحياة كنص. والباحث في نصوص الشاعر يكتشف الذات الصارخة في نصوص الشاعر، والتي تستنطق الأشياء فيما حولها والتسرب فيها. وعلى العكس مما قد يُظن، فنصوص الشاعر غنية، وغناها في تنوع مصادرها. وهو تنوع يعكس قدرة الشاعر على الاستفادة من كل ما يتماس معه، وتحويل العادي (المعتاد، اليومي) إلى حالة شعرية، ومنح اللحظي فرصة الاستمرار في النص. لذا فهو يقتنص اللحظات، ويسجل في ذاكرته الدقائق والشوارد ويعيد إنتاجها في النص في لغة سهلة، تتسرب بسهولة للقارئ، من خلال مفردات النص التي لا تعتمد الغريب، إنما القريب جداً، إنه مفردات اليومي والعادي.

  “دفـتر الغـريب (المكابدات)” متابعة القراءة

دفـتر الغـريب (المكابدات)

صياغة قديمة لعاشق

تبدأ القصة، منذ البداية الأولى للصبي يراقب كيف تكبر الصبايا دون مهل، وتغادر مربع الحكايات وتختفي بعيداً عن عيوننا، لنظل نحن الجماعة المشاغبة، نتآنس بهن في ليالي الصيف، على حافات الأفراح الصاخبة، نختارهن لنا، ونعد الغائبين باللواتي بقين دون أنيس

كان الوقت أكثر رحابة للحلم، والوقت الآن أكثر رحابة للحلم المشابه

بعد قليل تكبر هذه الجماعة، تكبر موازياتنا خلف الجدران، تعرفهن المدرسة بذات المريول

نعرفهن بذات الصورة، بذات الجدائل، بذات الضحكات، والأشياء التي بدأت تظهر فينا

عندما أمر بأماكننا ألعن كل الحجارة التي تشكلت منازل، وألعن البشر كيف يغتالون أشهى الأحلام على موائد الحاجة.. أماكننا التي اكتشفنا فيها ذواتنا تحولت عنا، وغادرتنا، حتى مدرستي لم تعد تعرفني كل ما فيها سار نحو غيرنا.. ولم يعد صوتي يوافقني

صار يخرج كثيراً ويلف دون أن أحكمه.. أضبطه كثيراً يغني، كانت الحكايات التي يصنعها تحتشد بالصور والمفردات، كنت أسمي كلماتي أغاني وأنطلق.. كانت المسافات الممنوحة لي توصلني بالمدينة، مركز البلاد، أكتشف أن العالم غير الذي زرته قبلاً، وأن الشوارع تحمل ما يخالف محفوظاتي، غصت أكثر، مدرستي الآن تطل على مقبرة وتتسند على هضبة ومنزل قديم، وصخب هو ما كنا نصنعه في كل ضحى، وعقب كل مغادرة..

“صياغة قديمة لعاشق” متابعة القراءة

صياغة قديمة لعاشق

فاصلة..

كأن الوقتَ غيرَ الذي أريـد، غير أنْ أفتحَ النافذة باتجاه الداخل، لتفحَّ الريح وجوه المارة المربعة، كـغرفتي الممدودة هذه، النحيلة التي سكـنت في المنتصف، تخاطبُ بفخذها الضامر بقيَّةَ الفلسفة: لتنتشي “فونـتين” بقدحِ الثلج، على صدرها!!.. وكأن النوافير التي كانت لا ضحكت مرَّة واحدة، مخافة الصمت وازدحامِ الغبارِ في شعبَتها، فلا تعود تخرجُ من جديد، نسميها نافورة ونسمي طقْسها متعة، وشكلها ابتهاج..

  “فاصلة..” متابعة القراءة

فاصلة..

على حَافة شَفةْ..

كُنتُ/ ذات مرةٍ أهب نفسي شفتيك، أعبر من خلالهما، أقول كلَّ ما أوْقفَته عينيك. ما غار داخلاً، في الأعْمَقِ وترك المكان خاوياً/ يحتاجك، ينـزاحُ أكثر ناحية أن يكونَ

قادراً على مواجهة الظلمةِ، واختراع مواعيدٍ، وابتساماتٍ أكثر

مناوشةُ جبينكِ عن عُبوُس رأْسُكِ، يستحث دماغه ما يكتبْ، ما يقربنا من صوتك. أصابعك التي ترتعش بقوةٍ، وتبحث في حروفها عن معنىً لكل الصّراخ..

وتبحث/ أنثاك عن وعدِها الذي يتفجرُ في الداخلِ، ويحْسِبُ ما مرَّ، عن وعدِها الذي رسمتهُ الحكاياتُ الطويلةِ، وحاكتهُ الشفاهُ في كل وقتْ

“على حَافة شَفةْ..” متابعة القراءة

على حَافة شَفةْ..