لا شـيء هـنا

-إلى الكاتب جمعة بوكليب-

الرِّيحُ هنا لا تتحدثُ لغةَ الغُبار،

لا ترفعُ الشوارعَ عالياً، ولا تبحثُ في الزّوايَا عن هدوءٍ تضع إليهِ أحمَالها.

تقـترب

فأندس في معطفي، وأسحبُ طاقيةَ الصُّوفِ على أذني.

تحاول

لكني غريبُ هنا، وأخافُ الأشياءَ التي لا تتحدثُ لغتي، ولا تشاركني رائِحةَ العرَقِ، ومذاقُ السخونةِ عندَ اللقاء، عندَ احتباسِ الصّوتِ، اقترابِها، تسربها، افتعالها لحادث عرضي أعرف أنه مدبر، حتى تصطادني الكاميرا في بداية الشارع وتسجل وجهي.

“لا شـيء هـنا” متابعة القراءة

لا شـيء هـنا

مـديـنة..

تسبركَ،

العيونُ من حولكَ تحاولُ فكَّ وجهكَ، واللونَ الداكنَ،

ومذاقَ الكلماتِ في لسانك.

تغيـرُ وجْهتك

السائقُ يقف/ مضطراً

الخطُّ الأبيضُ يتركُ علامةً فارقةً على واجهة السيارة.

تعبرُ،

“مـديـنة..” متابعة القراءة

مـديـنة..

قال العصفور..

يعلقُ معطفهُ الأبيض

ويدخلُ الفراش

النهارُ، لا يحفظ مواعيدهُ،

ولا يسأل متى أراد النزول عن سمتهِ

يثورُ،

يتعلقُ بشعرِ صبيةٍ تحاول جمعَ أطرافِها لصدرِها

عامر

نافر،

وثقيلٌ

“قال العصفور..” متابعة القراءة

قال العصفور..

وحدة..

هكذا عندما غادرتها العصافيرُ، واستفاقت على فراغِ الصباحِ من صوتِ زقزقـتها/ انحنت

ولم يعدْ مجدٍ هذا التزينُ، والبحثُ عن قطرةٍ تنعشُ اللونَ الأخضر.

هكذا،

غادرها اللونُ، وسكن الصمت

حملتْ رياحُ الخريفِ آخر ورقة، وحطت بها بعيداً

“وحدة..” متابعة القراءة

وحدة..

أمـلـي..

إلى “أملي” ابنة الكاتب “جمعة بوكليب”

 

 

غدي/ أسميتَها المسافات

الليلُ يطلقُ الحلمَ أغنيةً (فتنا النخل والديس)*

بيتاً صغيراً/ هناك

يدفعُ القبلي ويحتفي بالمطر

حكايةً عن ذيلٍ مقطوعٍ، وسالفٍ يفرشُ البحر

ترتمي فيهِ

“أمـلـي..” متابعة القراءة

أمـلـي..