العزلة اتصال أم انفصال

افتتاحية العدد 127 من مجلة الفصول الأربعة

“استطاعت جائحة فيروس الكورورنا المستجد (كوفيد 19) منحي الفرصة لتنفيذ الكثير من الأعمال، والمشاريع، وفرصة أكبر للتفكير، خاصة في مسألة العزلة بعد شهرين قضيتهما في عزلة شبه تامة، لا تواصل إلا مع أفرد أسرتي الصغيرة، وفي حدود البيت”.

وإن كنت في مقالتي الافتتاحية في عدد مجلة الفصول الأربعة الماضي (126) عنونت مقالي بـ(العزلة في زمن الإنترنت)، والتي تحدثت فيه عن العزلة في زمن التواصل الموازي عن طريق الإنترنت، وبشكل خاص منصات التواصل، التي حققت الانعزال (التباعد)، ولم تحقق العزلة، فهي مبنية على أساس نهايات أو أقطاب غير موصولة تعمل على وصلها. لكني فيما بعد وجدتني أعود للتفكير في العزلة ذاتها، خاصة وإني ضمنت مقالي ملخصاً لرواية (الرهان) للكاتب الروسي الكبير “أنطون تشيخوف”، وكيف إن المصرفي عندما ذهب إلى السجن، لم يجد المحامي، الذي غادر غرفة السجن تاركا رسالة يقول فيها: (حين قبلت الرهان كان هدفي الحصول على المال، لكني قبل انقضاء الوقت بقليل قررت الانعتاق من سجني والانطلاق إلى الحياة فقيراً).

“العزلة اتصال أم انفصال” متابعة القراءة
العزلة اتصال أم انفصال

الرواية النسائية الليبية رواية التفاصيل والكشف

افتتاحية العدد 132 من مجلة الفصول الأربعة (يناير- شتاء 2022)

Photo by Nadi Lindsay from Pexels

ترمومتر

منذ الرواية النسائية الليبية الأولى، رواية (شيء من الدفء)، للكاتبة والروائية “مرضية النعاس”، والروائيات الليبيات يثبتن ارتباطهن بمجتمعهن، والأقرب إلى رصده، والمقياس لتطوره اجتماعياً.

فتاريخ صدور أول رواية لروائية ليبية، ليس مجرد تاريخ وسبق، بقدر ما هو نتيجة لسنوات من التعليم والتنمية، وخوض المرأة الليبية لتجربة التعليم والخروج للعمل، والكتابة الصحفية والإبداعية، التي تنفست من خلالها المرأة، وناضلت من أجل قضيتها العادلة للاعتراف بها كعضو فاعل في المجتمع، ضد ثقافة الإقصاء والوأد التي يتبناها المجتمع لكل ما هو أنثوي.

هي مغامرة، كون الرواية أدب الكشف، والرصد، وعندما تكون الرواية لسان الكاتبة، فإنها تتحول إلى مرآة تعكس من خلالها واقعها وتكشفه، وتضع المجتمع أمام الحقيقة التي يخشى مواجهتها، وأزعم أن الرحلة من أول رواية نسائية ليبية، وحتى (علاقة حرجة)1، وهي آخر ما صدر من الروايات الليبية؛ لروائية ليبية تاريخ كتابة هذه القراءة، هي رحلة غنية بالكثير من المتغيرات التي يمكننا أن تشغل طاولة البحث لوقت طويل، على أكثر من مستوى، فكري، وإبداعي، واجتماعي، وسياسي، وحتى اقتصادي. فهي أقرب إلى الترمومتر الذي يمكن به قياس درجة حرارة تفاعل المجتمع ونهضته.

“الرواية النسائية الليبية رواية التفاصيل والكشف” متابعة القراءة
الرواية النسائية الليبية رواية التفاصيل والكشف