ليبيات 22.. طرابلس عروس البحر

من أعمال التشكيلي .. عبدالحليم القماطي.
من أعمال التشكيلي .. عبدالحليم القماطي.

1

لم أحب مدينة كما أحببت طرابلس، فهي لم تكن مسقط رأسي، ودخلتها بعد أربعين يوماً من ولادتي، عبر مطار طرابلس العالمي (المطار القديم).

في منطقة بن عاشور1، وتحديداً (تقسيم التواتي) بدأت قصة حياتي، كانت المنطقة من حولنا أراضٍ فضاء وسواني2، كانت الشوارع ترابية، يسهل حرف حفر البتش3 فيها بكل يسر، ورسم حدود الرشقة4، وتحولها إلى مستنقعات في الشتاء، حيث لا نخاف ونحن نخترقها من بلل أقدامنا بفضل القنبالي5 الذي كنا نرتديه، ويجعل لأقدامنا رائحة غريبة.

في (فشلوم)6 درست مرحلتي الابتدائية بمدرسة (الفيحاء) منتقلاً إليها من مدرسة (براعم الأقصى) الخاصة، بعد إغلاق المدارس الخاصة في ليبيا، تعرفت على الكثير من الأصدقاء، وكنت أذهب للمدرسة صحبة والدي، لكن عند بلوغي الصف الخامس، صرت أذهب وحدي رفقة أبناء الحي. كنت عضواً في الفريق الموسيقي للمدرسة، وصديقاً للمكتبة، وغرفة الرسم. في المدرسة تعلمنا إن استقلال الـ52 هو الاستقلال المزيف، وأن الثورة أجلت القواعد. لكن هذه المدرسة فتحت عيني على شيء مختلف، حيث ما زلت ذلك الصباح الذي دخلنا فيه ساحة المدرسة لنجد العلم (الأخضر) ممزقاً على السارية، وفي الساحة الترابية مكتوبٌ على الحائط باللون الأسود: يسقط معمر.

“ليبيات 22.. طرابلس عروس البحر” متابعة القراءة

ليبيات 22.. طرابلس عروس البحر

ليبيات21.. هدرزة*

عن صفحة كاريكاتير مواطن ليبي
عن صفحة كاريكاتير مواطن ليبي

هدرزة في تاكسي

كانا يتحدثان خلفي.

– والله يا خوي الشباب ضاع.

– …………

– معاش عرف الواحد شن بيدير.. الحوش مازال ناقص هلبه حاجات والفلوس مافيش.

– ربي يفرج.

– آمين.. والله مرات انوض في الليل وندعي لربي ونشدها دعاء.. لين نبكي .. والله نبكي.. أنا ما نبي شي.. نبي نعيش زي الناس.

– ربك رحيم.

  “ليبيات21.. هدرزة*” متابعة القراءة

ليبيات21.. هدرزة*

ليبيات 20.. الغُولة وعزُوزة القايلة

الغولة

عندما كنا صغاراً، كانت أمهاتنا قد اخترعن (عزوزة القايلة)، وهي شخصية تتمثل في امرأة عجوز (عزوزة) –قد تكون حقيقية- تقوم على خطف الأطفال الذين لا يسمعون نصائح امهاتهن واللعب وقت الظهيرة (القايلة) في الشارع. أما في الليل فكانت (الغولة) تترصدنا عند مدخل الحي لتمسك بأي طفل يخالف أمر والديه ويخرج بعد صلاة المغرب للشارع للعب. لذا فإن أي شيء يضيع في هذين الوقتين أو يخبئ بقصد، يكون بفعل إما (عزوزة القايلة) أو (الغولة). وكأي طفل ليبي، سلمت بهذه الحقيقة، وآمنت بها؛ ولم أحاول لمرة واحدة أن أبحث في ماهيتهما أو كينونتهما، لأن محاولتي كلها باءت بالفشل، فلم يفدني والدي بشيء، وكذلك الأصدقاء الواقعين تحت تأثير ذات الخرافة، إلا صديق واحد قال:

– لو سمحت لـ(عزوزة القايلة) بالبصق في فمك، فستمنحك القوة لتواجه أي غولة وأي شخص.

  “ليبيات 20.. الغُولة وعزُوزة القايلة” متابعة القراءة

ليبيات 20.. الغُولة وعزُوزة القايلة

ليبيات 19.. العيد الحزين

 

العيد زمان

لعيد الأضحى في التقاليد والحياة الاجتماعية الليبية مكانة عزيزة، مقارنة بباقي المناسبات الدينية الأخرى، فهو شعيرة ترتبط بأحد أركان الإسلام التي لا يسطيعها إلا من نادته (مكة)1، وهو في ذات الوقت صورة من صور التضحية للتقرب من الله، لذا تجد المواطن الليبي يهتم كثيراً بهذه المناسبة حيث منحت اسم (العيد الكبير)2، ويبدأ بالتجهيز لها مباشرة بعد انتهاء (العيد الصغير)3، فقد يبدا بادخار المال لشراء الأضحيةـ أو أن يقوم بشراء خروف العيد والاحتفاظ به وتمقريسه4، حتى اليوم الموعود، عندما تجتمع العائلة حول ربّها، وهو يحمل في يده السكين، والكبش مسجاً تحته:

– شد الراس كويس.. تبته.. مانبوش ناكلوه جيفه.

– وانتا.. لما ندبح اطلق رجليه.

– باسم الله.. الله أكبر.. هذا عن عبدك……. وعائلته، تقبله يا عظيم.

  “ليبيات 19.. العيد الحزين” متابعة القراءة

ليبيات 19.. العيد الحزين

ليبيات 17.. دير تحتك حديدة

الـــشـــرارة

كتبت سابقاً، إن ما حدث من سحبٍ للثقة لـ(حكومة أبوشاقور) كانت الشرارة التي أطلقت فتيل الصراع بين أكبر كتلتين في المؤتمر الوطني العام؛ وهذا رأي شخصي يحتمل الوجهين. وأن هذا الصراع أنتج (حكومة زيدان) التوافقية، التي حتى اللحظة هي حكومة معطلة، كل ما قدمته مجموعة من الوعود والتبريرات.

حكومة زيدان، ولدت ناقِصة برغم شكلها الظاهري الكامل؛ ولم تستطع حتى اللحظة ممارسة ما هو مأمول منها، ولقد عانت من مجموعة من الاستقالات، أربكت حركتها وأظهرت هشاشة تكوينها، بصراحة أقول، إن هذه الحكومة لن تستطيع تقديم شيئاً، لأن الصراع الذي نتجت عنه، لا زال مستمراً، خاصة وإنه انتقل من كواليس المؤتمر الوطني العام، إلى الشارع.

  “ليبيات 17.. دير تحتك حديدة” متابعة القراءة

ليبيات 17.. دير تحتك حديدة