السيرة الهلالية

السيرة الهلالية
السيرة الهلالية

انتهيت قبل أيام من رحلة في (سيرة بني هلال)، أو (التغريبة) أو (السيرة الهلالية)، تنقلت فيها بين أكثر من مصدر، قديم وحديث، مكتوب ومسموع ومرئي، بين راوية وناقل وباحث.
الجميل في هذه الرحلة، الحكاية ذاتها، وأقصد حكاية الرحلة، أما الأجمل الدراسات الحافة بهذه السيرة، خاصة الحديثة منها والتي أعادت اكتشاف الكثير مما خفي وربما فسرت بعض مساراتها.

أول مرة سمعت بها عن هذه السيرة، كانت من أبي، الذي روى لي بعضاً من أحداثها، التي حفظها عن أحد أصدقاء شبابه، الذي كان أحد رواتها فيما يبدوا، فقد أخبرني أبي إن صديقها هذا، كان يروي السيرة الهلالية شعراً في سهراتهم وأمسياتهم.

أما الثانية، فكانت من خلال أحد زملاء العمل، الذي كان يحفظ جزء من السيرة شعراً، أملاه علي وقمت بكتابته، ومازلت أحتفظ بما أملاه، الذي كان ربما في العام 1999م.

“السيرة الهلالية” متابعة القراءة
السيرة الهلالية

سقوط حر

لن يسعفك الوقت بمشاهدة شريط حياتك كاملاً، وأنت تسقط
ولا حتى إتمام مشاهد الطفولة،
كما لن يسعفك الوقت، لتأكيد أسباب اختيارك،
ولا الإجابة على: لماذا؟ التي قد ترتسم علامة استفهام على شفاههم!
*
في دروس الديناميكا كنت مميزاً في حساب السقوط الحر للأجسام
لم أكن أحتاج لتقريب العجلة،
كنت قادراً على حساب سرعة الأجسام الساقطة،
وقوة الارتطام
كونت لنفسي تقنية خاصة،
لم ترض مدرس المادة،
ولا موجه المادة الذي أصر على ضرورة اتباع ما يقوله الكتاب!
*
ربما هي نبوءة مبكرة،
فالسقوط بدأ بالسرير،
ثم الشرفة،
ثم السلم،
ثم الدور الأول،
قبل أن تنبت أجنحتي،
وأرتفع في سماء الخيال، حالماً
*
ها أنا ذا!
بلا جناحين
عجلة سقوطي ثابتة
في خط مستقيم
حتى الصمت!

طرابلس 20 مايو 2023

سقوط حر

حساب مسافة الارتطام

(الصورة: عن الشبكة)
(الصورة: عن الشبكة)

وحيداً،
قمة الوجع واسعة
يحبسني الخوف إلى حرفك
يحشرني التواءه في الزاوية الضيقة
يرمقني بعينه الوحيدة،
ويهزأ بي، وهو يراقص نقطتيه،
ثم
يقذفني…

وحيداً،
متأخراً،
أراجع في آخر الضوء حروف العابرين
مروا،
لم ينتظروا!
أصابعهم مازالت طرية هنا
وأقدامهم لم تغص عميقاً
مستعجلون!
أعرف، وأدرك أنها كانت في المقدمة…

“حساب مسافة الارتطام” متابعة القراءة
حساب مسافة الارتطام

سببية

من أعمال الفنان العالمي بابلو بيكاسو
من أعمال الفنان العالمي بابلو بيكاسو (عن الشبكة)

لسببٍ ما!!!
أجدني قادراً على الطيران
ومستعداً للذهاب بعيداً
أبعد من عينيك
وأكثر
في التفاصيل التي تشدك
وتطلبين أن أتقنها!!؟

“سببية” متابعة القراءة
سببية

لماذا لا نحبها؟

استهلال: ليبيا ليست (بدوية شرسة)*

لماذا نكره هذه البلاد؟
لماذا نصر في كل مرة على إيلامها؟
قصقصة أجنحتها
رميها ببقايا موائدنا
قتلها في كل صباح
لعنها في كل مرة نخطئ
هتكها
بيعها
خيانتها
سرقتها
قتلها إذا دعت المصلحة.

لماذا لا نكره أنفسنا،
ونحبها؟


* إشارة إلى قصيدة (بلاد تحيها وتزدريك) للشاعر “عمر الكدي”.

لماذا لا نحبها؟