الغولة
عندما كنا صغاراً، كانت أمهاتنا قد اخترعن (عزوزة القايلة)، وهي شخصية تتمثل في امرأة عجوز (عزوزة) –قد تكون حقيقية- تقوم على خطف الأطفال الذين لا يسمعون نصائح امهاتهن واللعب وقت الظهيرة (القايلة) في الشارع. أما في الليل فكانت (الغولة) تترصدنا عند مدخل الحي لتمسك بأي طفل يخالف أمر والديه ويخرج بعد صلاة المغرب للشارع للعب. لذا فإن أي شيء يضيع في هذين الوقتين أو يخبئ بقصد، يكون بفعل إما (عزوزة القايلة) أو (الغولة). وكأي طفل ليبي، سلمت بهذه الحقيقة، وآمنت بها؛ ولم أحاول لمرة واحدة أن أبحث في ماهيتهما أو كينونتهما، لأن محاولتي كلها باءت بالفشل، فلم يفدني والدي بشيء، وكذلك الأصدقاء الواقعين تحت تأثير ذات الخرافة، إلا صديق واحد قال:
– لو سمحت لـ(عزوزة القايلة) بالبصق في فمك، فستمنحك القوة لتواجه أي غولة وأي شخص.