ثلاث أمسيات كانت كافية للانتهاء من قراءة رواية (ساندريلات مسقط)، للروائية العمانية “هدى حمد”، إذ لم يمكنني إلا أن أتابع حتى أنتهي منها، بعد أن تملكتني شخوصها، السندريلات، وعوالمها المذهلة، واقترابها الكبير من الواقع وما يمكنه من كشف عم مواطن وبواطن الدهشة.
يكمن سر الرواية في حدوتها، حبكتها، في تحويل مجموعة من النساء إلى سندريلات، 8 سيدات، لهن ليلة يمارسن فيها الحلم ويتجاوزن أيامهن، بما تحمل من وجع، وما تراكم من آلام.
سندريلات، يمارسن الحلم، فيمتعة الآخرين، حتى يدخل ذلك الرجل، فيعيد ترتيب أمسياتهن، كاشفات سرهن!!!
ذلك الرجل، الذي أراد الخروج من دائرتهن، كان خروجه كفيلاً بإطلاق الأنثى فيهن ليعاودن حكايتهن الذكورية، في حضوره.
في حكاية كل ساندريلا سر صنعه المجتمع، وشكًله الرجل، وصبغته الأيام، وحولته إلى سر، شاركت في جنية ليلية تنتهي في منتصف الليل. هذه الجنية لم تأتي من الخارج، غنما صنعتها الرغبة في تجاوز الواقد، وتحدي الممارسات، وثقافة المجتمع.
الرواية، رواية كشف واستكشاف؛ حيث تعيد كل سندريلا اكتشاف ذاتها، وعرقتها بجسدها، وإعادة تقييم علاقتها، كذات، به، وبالمجتمع الذي جهز حضورها في المجتمع بمنظومة معرفية، جاهزة مسبقاً، وتعتمد أفكاراً ومسارب عليها اتباعها لا أكثر.
الجميل في الروابة، اللغة السلسلة وبناء الصور والمشاهد بطريقة ديناميكة بعيدة عن سكون القوالب، وجاهزية الحضور للشخصيات.
في نهاية الرواية، أمسكت “هدى” بأيدي سندريلاتها، مارسن احتفلهن واستمتاعهن، لنكتشف أن كل أنثى هي في أصل ساندريلا، وعليها أن تكشف عن جنيتها، وأن تجد ليلتها لتمارس فيها انطلاقها، دبدون حضور الأمير.