هو من العلامات المهمة في الأدب الليبي، فهو وإن كان صاحب أول مجموعة قصصية تصدر في ليبيا، إلا إن إسهامه الصحفي، كان علامة مهمة ومميزة في مسيرة الصحافة الليبية، بداية من العام 1952.
نفوس حائرة، هي أول مجموعة قصصية تصدر في ليبيا، في العام 1957، وصدرت عن دار الفرجاني.
ولأننا ذكرنا القصة القصيرة في ليبيا، وأضفنا (نفوس حائرة)، فإنا وبكل تأكيد نقصد الكاتب الليبي “عبدالقادر أبوهروس”، رحمه الله. وتتمحور المجموعة القصصية حول مشكلة النفس المكبوتة والمحرومة والمسجونة والمغلولة، ويعترف الكاتب أن لحظة ضعف ما كانت وراء الدفع بهذه القصص إلى المطبعة.
وتشتمل المجموعة القصصية على حوالي تسع قصص (صور)، تنوعت في معانيها وكذا أماكنها. ومما يحسب لهذه المجموعة، أن من خط عناوينها، الخطاطين “أبوبكر ساسي” و “عبد اللطيف الشويرف”، و أن من رسم غلافها الفنان والممثل “محمد شرف الدين”.
ولد “عبدالقادر علي محمد أبوهروس”، أو “عبدالقادر أبوهروس”، في 9 مايو للعام 1930، بمدينة طرابلس، حيث درس بها حتى حصوله على شهادة التعليم العام، ليعمل بعدها مدرساً.
بدأت علاقة الأستاذ “عبدالقادر أبوهرس” بالإنتاج والكتابة والنشر، منذ العام 1948، حيث كانت الإذاعة الليبية المحلية تذيع قصصه ومقالاته. وكان أو ما نشر قصة “ظلال على وجه ملاك”، وكان وقتها مدرساً بالمدرسة الابتدائية، صحبة الأساتذة آنذاك؛ عبد اللطيف الشويرف، ومحمد الفرجاني، ومحمد دخيل، وعبدالرزاق التركي، ونورالدين المسعودي.
في العام 1952، ترك “أبوهروس” التدريس ليعمل محرراً بجريدة (طرابلس الغرب)، وبجانب هذا مشرفاً على مجلة (هنا طرابلس الغرب)، وهي مجلة شهرية تعنى بالأدب والثقافة والفن. في 1954، وبعد انتقال الأستاذ “علي المسلاتي”، خلفه في إدارة الجريدة الأستاذ “عبدالقادر”، واستمر رئيساً لتحرير جريدة (طرابلس الغرب) حتى أواخر العام 1957، منتقلاً إلى الإذاعة الليبية، كرئيس القسم الأدبي بالإذاعة. وخلال فترة عمله بالإذاعة، قدم “أبوهروس” مجموعة من البرامج، من أبرزها؛ حياة شعب في عشرة أيام، مولد النور.
في العام 1960، تولى أعمال تحرير جريدة (الرائد). ليتولى من بعدها، وظيفة مستشار صحفي للمؤسسة العامة للنفط.
وفي حوارٍ معه، يقول “أبورهوس”، معللاً، عدم استمراره في نشر كتاباته الإبداعية، خاصة القصص القصيرة (إن دوامة العمل الصحفي تمتص كل دقيقة من وقتي، بحيث يظل ذهني ممتلئا بالمشاريع الأدبية التي لا أستطيع تنفيذها، خطوطاً وأنت تعرف أن تجربة الرائد في مجال الصحافة العربية اليومية، هي التجربة الأولى في ليبيا بعد الصحافة الحكومية. فالمطبعة لا ترحم، وأن تكون مسؤولاً إدارياً وتحريرياً فالمسؤولية مضاعفة، ومع ذلك فإنني كثيراً ما أهرب من العمل الصحفي، كي أعيش مع تأملاي الأدبية الفنية، إنني الآن أعيش رؤيا مسرحية جديدة عن تطور المرأة الليبية، خلال ثلاثة أجيال، الفكرة قائمة جاهزة، وأنتظر أول فرصة أو إجازة بسيطة كي أسجلها وأقدمها لفرقة المسرح القومي).
لقد شغلت الصحافة كاتبنا “عبدالقادر أبوهروس” وأخذته بعيداً عن عالم القصة والكتابة الأدبية،، وظلت (نفوس حائرة) مجموعة يتيمة، تسجل لمرحة مهمة في تاريخ القصة الليبية، ليظل كاتبنا مقيدا إلى هذه التجربة الإبداعية، وبالرغم من ذكر أكثر من مصدر لوجود مجموعة من المخطوطات القصصية، إلا أنه لم تقم أي دار نشر بنشر هذه المجموعات، ولم يثبت أحد إن كانت هذه المجموعات موجودة فعلياً، باقية، إم إنها غير موجودة. ومن هذه المخطوطات: سجينة الجدران، ظلال على وجه ملاك، قصص الآنسة سميرة، شموع على الطريق المظلم.
توفي رحمه الله تعالى، في الـ29 من شهر ديسمبر للعام 1989، بمدينة القاهرة عندما كان في مهمة لحضور معرض القاهرة للكتاب، ليدفن في طرابلس، بمقبرة سيدي منيدر.
____________
نشر بموقع إيوان ليبيا