البــــرنــــامــــج الـــيــــومــــي

طـرابـلـس 4

قوس ماركوس أورليوس - باب بحر - طرابلس 

الأيامُ لا معنىً لها، متشابهة ورتيبة الإيقاع. الساعاتُ تمر ثقيلة، تتعمدُ البطئ وأنت تراقبها. لذا ابتكرتُ طريقة تمكنني من رفع ثقلها قليلاً، والتنفس. قمتُ برفع الساعة عن معصمي، وجدار غرفة المعيشة، وإخفائها عن سطح المكتب لجاهز الحاسوب، فلقد قررت أن أعيش بطريقة بدائية، اليومُ يبدأ مع شروق الشمس، وينتهي مع غروبها، وموازاة الآخرين والكائنات الحية في حركتهم. بالرغم من بدائية هذا النظام، إلا إنه وفر لي نمطاً حياتياً منتظماً إلى حدٍ كبير. فمثلاً، الـ07:30 موعد الذهاب للمخبز، وحتى الساعة الـ11:00 موعد فتح أقرب الدكاكين بابه للزبائن، فرصة للإفطار والخروج في جولة، وساعة صباحية للجلوس للحاسوب والكتابة، وهكذا لبقية الأمور، حيث وضعتُ جدولاً للمحلات والدكاكين القريبة من البيت، لمعرفة مواعيدها، وإن كان بعضها كثيراً ما يخالف هذه المواعيد، خاصة فيما يتعلق بفترة المساء.

  “البــــرنــــامــــج الـــيــــومــــي” متابعة القراءة

البــــرنــــامــــج الـــيــــومــــي

مقاماتُ

من أعمال التشكيلية الليبية فتحية الجروشي 

1

المكان، حيثُ تشرقُ الشّمس

الزمان، يومٌ، في شهرٍ، في سنة

 

2

لم تكن العصافيرُ على موعدٍ لتلتقي هذا اليوم

لم تكن السماءُ في صفائِها، تخبئُ ما يمكنُ احتماله

لم تكن الشجرةُ وهي ساكنة، تفكرُ في النسيم

ولم تكن لتدرِكْ.

  “مقاماتُ” متابعة القراءة

مقاماتُ

الــــــنــــــــاتـــــو هــــــنـــــــا

طـرابـلـس 3

NATO

حالة من الإحباط العام. الكل يحاول البحث عن السكينة والأمان. الكل خائفٌ من الغد، المجهول، لا خطة تكشف ولو بعضاً منه، الأفقُ غائم والضباب يغلف ما وراء الأبواب. حتى جولاتي الصباحية لم تعد تقدم لي شيئاً، جفت شوارع طرابلس، الوجوه شاحبة لا ألوان تسكنها، ولا حتى الفتيات عُدن ينشرن البهجة.

“الــــــنــــــــاتـــــو هــــــنـــــــا” متابعة القراءة

الــــــنــــــــاتـــــو هــــــنـــــــا

التـغـيـيـر

من داخل باب العزيزية

يذهب الكثير في تشبيه ثورة الشعب بالبركان، لالتقائهما في الكثير من النقاط، فهما يبدأن العمل من الداخل، ورغم محاولات رصد هذا الغليان الداخلي، وتسخير ما يمكن من أجهزة وأنظمة ومعدات، لا يمكن التنبؤ بموعد الانفجار، ولا مقدار ما سيذهب إليه، وأي مدىً ستطاله الحمم وهي تزحف. تطلق البراكين الكثير من معادن الأرض، وتترك وراءها تربية غنية للزراعة. وتطلق الثورات الشعبية الكثير من الهتاف، وتترك وراءها أرضاً غنية بالأمل في غدٍ أفضل.

  “التـغـيـيـر” متابعة القراءة

التـغـيـيـر